الثورة – أسماء الفريح:
تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ضرورة السماح للسفن العسكرية والتجارية التابعة للولايات المتحدة بعبور قناتي السويس وبنما دون دفع أي رسوم, أثارت ردود فعل غاضبة بين المصريين رسمياً وعلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي.
إدارة القناة شأن سيادي
مصادر دبلوماسية مصرية أكدت لقناة روسيا اليوم، أن إدارة قناة السويس هي شأن سيادي مصري، مشيرة إلى أن القناة تخضع لاتفاقية القسطنطينية لعام 1888 التي تكفل حرية الملاحة لجميع الدول مقابل رسوم موحدة.
بدوره, شدد النائب في البرلمان المصري مصطفى بكري في تدوينة على صفحته بمنصة “إكس” على أن “مصر لن تقبل بهذا الابتزاز الرخيص، هناك قواعد دولية يجب احترامها، وهناك سيادة مصرية لا يجوز تجاوزها، وهناك قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 30 لسنة 1957، لتحديد رسوم عبور السفن يجب مراعاته.. أما الابتزاز فاسمحلي!!”.
بلطجة أميركية
وفي تدوينة أخرى, كتب بكري: “لا أعرف على أي أساس يطالب الرئيس الأمريكي ترامب بالسماح للسفن الأمريكية، التجارية والعسكرية بالمرور مجاناً في قناة السويس؟!.. هناك سبب واحد في تقديري، يتمثل في سياسة البلطجة الأمريكية، ومحاولات ابتزاز الدول ذات سيادة، وهي أيضاً سرقة علنية وفرض أتاوة على بلد مستقل، وعضو في الأمم المتحدة.”
وفي منشور له على منصة “تروث سوشيال” أمس, تابع ترامب: إن قناة السويس وقناة بنما “ما كان لهما أن توجدا لولا الولايات المتحدة”، معتبراً أن دور أميركا التاريخي في إنشاء هذه الممرات المائية يبرر مطالبه، معلناً أنه كلف وزير الخارجية ماركو روبيو بمتابعة هذا الأمر على الفور.
ورداً على ذلك, أشار مغردون مصريون إلى أن قناة السويس التي افتتحت عام 1869 سبقت تأسيس الولايات المتحدة نفسها كدولة حديثة وطالبوه بإعادة قراءة التاريخ.
تجاوز غير مقبول
بدوره, علق خبير القانون الدولي المصري الدكتور أيمن سلامة لقناة آر تي على تصريحات ترامب بالقول: إنها “تمثل تجاوزاً غير مقبول للقانون الدولي وتجاهلاً تاماً للحقوق السيادية المصرية”, مؤكداً أن قناة السويس تمثل “شرياناً حيوياً للتجارة العالمية وتخضع لنظام قانوني مصري راسخ” يستند إلى تشريعات واضحة ولوائح تنظيمية دقيقة تحدد رسوم المرور وحالات الإعفاء المحدودة.
قناة بنما
وتعتبر قناة بنما أضيق جزء من المضيق بين أميركا الشمالية والجنوبية، ما يسمح للسفن بالتنقل بسرعة أكبر بين المحيطين الأطلسي والهادي, ويمر عبرها حوالي 40 بالمئة من حركة الحاويات الأميركية سنوياً.
وكانت الولايات المتحدة أكملت بناء القناة في أوائل القرن العشرين، لكنها منحت السيطرة عليها إلى بنما في عام 1999.
وصرح ترامب للصحافيين قبل توليه منصبه في كانون الثاني الماضي، بأنه لا يستبعد استخدام القوة الاقتصادية أو العسكرية لاستعادة السيطرة على القناة.
طول قناة السويس193كم
وأما قناة السويس فهي ممر مائي اصطناعي في مصر مزدوج المرور في أغلب أجزائه ويبلغ طول القناة 193.3 كم وتصل بين البحرين المتوسط والأحمر، وتنقسم طولياً إلى قسمين: شمال وجنوب البحيرات المرة، وعرضياً إلى ممرين منفصلين في معظم أجزائها لتسمح بعبور السفن في اتجاهين في نفس الوقت بين كل من أوروبا وآسيا، كما تعتبر أسرع ممر بحري بين القارتين وتوفر نحو 15 يوماً في المتوسط من وقت الرحلة عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
أداء ترامب
ووفقاً لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية التي أجرت استطلاعاً للرأي حول أداء الرئيس الأميركي بالتعاون مع شبكة “إيه بي سي” ومؤسسة “ايبسوس”, فإن نسبة تأييد ترامب بين الأميركيين كانت أقل من أي رئيس سابق عند مرور 100 يوم في ولايتيه الأولى والثانية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لا توجد سوى نقاط مضيئة قليلة في الاستطلاع لصالح الرئيس، ولم تحظ أي من سياساته التي تم اختبارها في الاستطلاع بدعم الأغلبية.