النكبة.. متى تنتهي فصولها الدامية؟

كتب المحرر السياسي ناصر منذر:
تصادف اليوم الذكرى السادسة والسبعين للنكبة، والتي تتوالى فصولها المأساوية على مر سبعة عقود ونيف، حيث عانى الشعب الفلسطيني خلالها، ولم يزل، من ويلات الاحتلال والمؤامرات، ليواجه اليوم أخطرها في ظل شبح نكبة جديدة يتعرض لها أهالي قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل للشهر الثامن على التوالي، بدعم ومباركة أميركية، حيث مشاهد النزوح والتهجير القسري لأهالي القطاع، تعيد إلى الأذهان ما حدث في الخامس عشر من أيار عام 1948، وما تلاه من مجازر وحشية ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني آنذاك، وبدعم بريطاني، وأدت إلى إنشاء الكيان الصهيوني، على جماجم الأطفال والنساء في فلسطين المحتلة.
ربما من محاسن الصدف، أن يأتي إحياء الذكرى الأليمة هذا العام، عشية انعقاد القمة العربية في البحرين، لعل هذا الأمر يعطي دافعا أقوى للقادة العرب، بأن يمنعوا حدوث نكبة جديدة في غزة، وأن ينتصروا للشعب الفلسطيني، بالأفعال وليس بالأقوال، كما درجت عليه العادة، خلال القمم العربية السابقة، فهم اليوم يتحملون المسؤولية الأكبر، لجهة إلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف عدوانه الوحشي، حتى وإن كانت الولايات المتحدة، وأتباعها الأوروبيون، هم أصحاب القرار في وقف العدوان، فالعرب، بحال اتحدوا، يشكلون قوة كبيرة ضاغطة، من شأنها إجبار رعاة الكيان الصهيوني على إلزامه بالقوة لوقف جرائمه ومجازره، وإنهاء عدوانه على القطاع المنكوب.
البداية الحقيقية للنكبة لم تكن في يوم الخامس عشر من أيار عام 1948، عندما قامت العصابات الصهيونية في هذا التاريخ وبمساعدة مباشرة من سلطات الاحتلال البريطاني آنذاك بطرد وتهجير أكثر من 750 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم بعد تدميرها، وإنما في الواقع، قد بدأت فصول النكبة قبل عقود طويلة،عندما سارعت دول الاستعمار القديم إلى تنفيذ مطالب المنظمات الصهيونية العالمية بإنشاء “وطن لليهود”، وهنا يحضر وعد بلفور المشؤوم عام 1917، الذي يعد واحدا من أخطر فصول المؤامرات التي حيكت لمنطقتنا العربية، والمتواصلة حتى اليوم بهدف تفتيتها وتدميرها، وهذا الوعد المشؤوم أطلق يد العصابات الصهيونية لترتكب أبشع الجرائم بحق الإنسانية، فاستشهد آلاف الفلسطينيين بسلسلة مجازر وعمليات قتل ممنهجة، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم تعمل قوات الاحتلال بكافة السبل على طمس المعالم التاريخية والحضارية لفلسطين التاريخية، منها التوسع الاستيطاني ومصادرة الأرض، ومصادرة أملاك الغائبين، وهدم المنازل والبيوت والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وتهويد أسماء المواقع الفلسطينية، وسرقة ثروات وتراث الشعب الفلسطيني، ونسبته للكيان الصهيوني.
يستحيل على الذاكرة الفلسطينية والعربية، أن تنسى جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين منذ إنشائه قبل 75 عاما، ورغم تلك الجرائم، فإن الشعب الفلسطيني مازال صامدا بوجه آلة القتل الصهيونية، ومسيرة نضاله وكفاحه لم تهدأ يوما، ولم يزل متمسكا بأرضه وحقوقه المشروعة، ولن يفرط بهذه الحقوق أو يساوم عليها، وبفضل المقاومة البطولية التي يبديها هذا الشعب الصامد، بمساعدة المحور المقاوم في المنطقة وعلى رأسه سورية، فإنه سيبقى السد المنيع أمام مخططات الاحتلال لاستكمال عمليات التهويد الممنهجة، وهو لا شك المنتصر في النهاية، فيما الاحتلال زائل لا محالة.

آخر الأخبار
هل تُواجه إيران مصير أوكرانيا؟ نمذجة معلومات البناء(BIM) في عمليات إعادة إعمار سوريا "رؤية حوران 2040".. حوار الواقع والرؤية والتحديات مصادرة أسلحة في الصنمين مخبز بلدة السهوة.. أعطاله متكررة والخبز السياحي يرهق الأهالي عودة الحركة السياحية إلى بصرى الشام خبير اقتصادي لـ"الثورة": "الذهنية العائلية" و"عدم التكافؤ" تواجه الشركات المساهمة اشتباكات حدودية وتهديدات متبادلة بين الهند وباكستان الرئيس الشرع يلتقي وزير الزراعة الشيباني أمام مجلس الأمن: رفع العقوبات يسهم بتحويل سوريا إلى شريك قوي في السلام والازدهار والاقتصاد ... "الصحة العالمية" تدعم القطاع الصحي في طرطوس طرطوس.. نشاط فني توعوي لمركز الميناء الصحي  صناعتنا المهاجرة خسارة كبيرة.. هل تعود الأدمغة والخبرات؟ ترجيحات بزيادة الإمدادات.. وأسعار النفط العالمية تتجه لتسجيل خسارة تركيا: الاتفاق على إنشاء مركز عمليات مشترك مع سوريا "موزاييك الصحي المجتمعي" يقدم خدماته في جبلة تأهيل طريق جاسم - دير العدس "بسمة وطن" يدعم أطفال جلين المصابين بالسرطان اللاذقية: اجتماع لمواجهة قطع الأشجار الحراجية بجبل التركمان درعا.. ضبط 10 مخابز مخالفة