الثورة – تحقيق وفاء فرج:
المئات من فرص العمل توفرها مجموعة كتل التريكو الصناعية الواقعة في الزبلطاني خلف مديرية المواصلات بدمشق، وتؤمن الدخل لآلاف الأسر، وترفد الأسواق بالسلع، لكن من يزورها يحسبها مدينة مهجورة، لولا وجود عدد من صناعييها وعمالهم المستمرين بعملهم على الرغم كل الظروف الخدمية المتردية والتي تكاد تكون معدومة.
منطقة الزبلطاني تبدو بعيدة عن خطط واهتمامات المعنيين القائمين على توفير الخدمات والبنى التحتية لهذه الكتل الصناعية التي تعزز من نمو الاقتصاد الوطني.
صحيفة الثورة زارت المنطقة- للمرة الثانية- وسط ملاحظة غياب الخدمات وحجم الأضرار التي يعانيها الصناعيون، والتقت عدداً منهم.
– مكب للقمامة..
رئيس لجنة التريكو في غرفة صناعة دمشق وريفها نزيه شموط قال: إن المنطقة تعاني من سوء كبير في الخدمات سواء في النظافة وعدم توفر عمال لتنظيف المنطقة وانتشار الأوساخ بكميات كبيرة وعدم ترحيلها، ووجود مكب للقمامة ضمن المنطقة الصناعية الأمر الذي يسبب انتشار الأوبئة والحشرات، إضافة إلى عدم تزفيت الطرقات، وعدم وجود أرصفة وانتشار الحفر التي نضطر لردمها بالحجارة حتى نستطيع العبور من هذه الشوارع.
– من المنسيات..
وبيَّن أن المنطقة تكاد تكون شبه منسية من قبل القائمين عليها، على الرغم من وجود قرار بتزفيت الشوارع منذ العام ٢٠١٧، وحتى الآن لايزال حبراً على ورق ونسمع وعوداً من الجهات المعنية إلا أنها بقيت من دون تنفيذ.
وأضاف شموط: إن هناك طريقاً يصل بين المقاسم الصناعية التي تقع بجانب المؤسسة السورية للتجارة لايزال مغلقاً بالسواتر الترابية، والطريق صلة وصل بين الصناعيين، وعملهم مرتبط فيما بينهم، وبإعادة فتحه يوفر الوقت على الصناعيين والازدحام عن الشارع الرئيسي الواصل بين زملكا وكفر بطنا وعربين باتجاه سوق الهال والعباسيين.
وأوضح أن هنالك تبايناً في تقديم الخدمات في نفس المنطقة في حين أن المسافة بينهما لا تتجاوز الأمتار، مطالباً بتخديم المنطقة، كونها صناعية تساهم في التنمية.
– غياب الخدمات..
من جهته الصناعي محمد عابدين أكد أن المنطقة غير مخدمة، خاصةً لجهة خدمات الصرف الصحي الذي لا يعمل، ناهيك عن أن الشوارع فيها الكثير من الحفر التي تعوم بالمياه خلال فصل الشتاء، ونتيجة عدم تصريفها تتسرب إلى الأقبية التي توجد فيها الورش، ما تسبب بتصدع الجدران، وأساسات البناء ناهيك عن الأضرار التي لحقت بالآلات والمواد الأولية والمنتجات.
وأشار إلى غياب النظافة وعدم وجود الأرصفة وانتشار الأوساخ والحفر، مما يؤثر على العمل، منوهاً بأنه يفترض أن تكون هذه المنطقة نموذجاً جيداً للمناطق الصناعية كونها المنطقة الوحيدة التي لا تزال ضمن مدينة دمشق، مطالباً بتوفير الخدمات للمنطقة ومعالجة الصرف الصحي حتى لا تتضرر الأبنية بشكل كبير وتؤثر على بنيتها.
بدوره الصناعي رشاد غنطوس تطرق إلى مشكلة الاتصالات وعدم توفر الانترنت نظراً لكون عملهم مرتبطاً ارتباطاً كبيراً بخدمة الاتصالات والتسويق، مبيناً أنها شبه معدومة وأن ذلك ينعكس سلباً على عملهم.
– خطط وموافقات..
من جهته مدير الصيانة في محافظة دمشق المهندس نضال حافظ أوضح أنه بخصوص إعادة تعبيد وتزفيت المنطقة، تمت الموافقة من قبل محافظ دمشق على تعبيد وتزفيت شوارع المنطقة في الخطة للعام ٢٠٢٤، وأنه في حال تأخر التنفيذ سيتم إدراجها في خطة العام ٢٠٢٥.
بدوره مدير دائرة الخدمات في بلدية جوبر المهندس علاء الدين حسن بين أنه سيتم توجيه مديرية الصرف الصحي للكشف عن الريكارات في الزبلطاني- كتل التريكو، ومديرية النظافة للقيام بتنظيف الشوارع بين كتل التريكو.
وبخصوص فتح الطريق بين المنطقتين، أشار إلى أنه إذا كان الأمر يعالج من قبل المحافظة سيتم إرسال كتب إلى المحافظة لفتح الطريق واعداً بالمعالجة لكل ما طرح.
وأخيراً: لاشك أن الجهات المعنية ستعمل على توجيه الكتب بهدف الحل، لكن نأمل أن تأخذ طريقها نحو التنفيذ لأن الملاحظ من خلال أجوبة الصناعيين، بأنه تم في السنوات الماضية إرسال عشرات الكتب ولكن دون جدوى.
– لنا كلمة..
والسؤال.. هل ستلاقي الشكاوى والكتب المرسلة نفس المصير، علماً أن جميع الصناعيين يدفعون ما عليهم من مستحقات ورسوم نظافة، وغيرها إلا أن الخدمات لا توازي التزاماتهم بالدفع!!.
