الثورة – ترجمة هبه علي:
يتعين على الاتحاد الأوروبي تجنب الاحتكاكات التجارية مع الصين، ومن الضروري أن يسعى الجانبان إلى التوصل إلى توافق بشأن التعاون في مجال الطاقة الجديدة، وفقاً لما ذكره مطلعون على الصناعة ومحللون، مستشهدين بفرص السوق التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات وأهداف المناخ العالمي.
وقالت هيلدغارد مولر، رئيسة الجمعية الألمانية لصناعة السيارات: إن التعاون في مجال السيارات بين الصين وألمانيا بشأن التحول الأخضر والاتصال الذكي أمر بالغ الأهمية. وهي تشجع الطرفين على الاستمرار في كونهما شريكين حاسمين في تحقيق أهداف المناخ.
وأضافت: “أعتقد أن السوقين يجب أن يكونا مرتبطين بشكل وثيق”، مضيفة أن الشركات الصينية مرحب بها في ألمانيا. وأنه بالنسبة للجانب الألماني، أبدت شركات صناعة السيارات لديها اهتماماً ليس فقط بالتصدير ولكن أيضاً بالإنتاج في الصين.
وبالنسبة لشركات صناعة السيارات الأوروبية، بما في ذلك شركات السيارات العملاقة بي إم دبليو، ومرسيدس بنز، وفولكس فاجن، تبرز الصين باعتبارها أكبر سوق منفردة.
وفي الربع الأول، جاء حوالي ثلث إيرادات مبيعات BMW من الصين. تستضيف البلاد أيضاً أكبر مركز للبحث والتطوير لمجموعة BMW خارج ألمانيا.
وقال أوليفر زيبسي، رئيس مجلس إدارة BMW AG: “إن الابتكارات التي نحققها في الصين تتيح لنا تلبية احتياجات العملاء الصينيين بشكل مستمر، وبالتالي قيادة الابتكار العالمي”.
ويؤكد اتساع موطئ قدم الشركات الصينية في القارة الأوروبية على تعزيز العلاقات بين الجانبين. وفي نيسان الماضي، وقعت شركة شيري للسيارات الصينية اتفاقية مع شركة السيارات الإسبانية إيبرو-إي في موتورز لإنتاج السيارات في أول مصنع أوروبي لها.
وبحسب رويترز، من المتوقع أن تساعد هذه الخطوة في استعادة بعض الوظائف المباشرة البالغ عددها 1600 وظيفة المفقودة عندما أغلقت شركة صناعة السيارات اليابانية نيسان مصنعها في عام 2021.
وقال يان شاو هوا، زميل باحث مشارك في مركز العلاقات الصينية الأوروبية بجامعة فودان، إن صانعي السيارات الكهربائية في الصين الذين يغامرون بدخول الدول الأوروبية ساعدوا في تعزيز تطوير سلسلة صناعة السيارات الكهربائية المحلية وتسريع التحولات الرقمية والخضراء في هذه البلدان.
تعد الصين والاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري للآخر. وأظهرت البيانات الرسمية أن متوسط قيمة التجارة بينهما يقترب من 1.5 مليون دولار أمريكي في الدقيقة، بينما تجاوز الاستثمار المتبادل 250 مليار دولار.
وبالنسبة لأوروبا، تلعب الصين أيضاً دوراً محورياً باعتبارها مورداً رئيسياً للمواد الخام مثل الخلايا الكهروضوئية وتوربينات الرياح، وجميعها مكونات بالغة الأهمية بالنسبة للاتحاد الأوروبي نظراً لهدفه الطموح المتمثل في التحول إلى “أول قارة في العالم محايدة مناخياً” بحلول عام 2050.
ويتم استيراد حوالي 98% من المعادن النادرة في الاتحاد الأوروبي من الصين، وأكثر من 93% من المغنيسيوم يتم الحصول عليه أيضاً من الصين، وفقاً لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وكلتا المادتين لا غنى عنهما في تصنيع قطع غيار السيارات.
وعلى الرغم من الصعود والهبوط الذي شهدته العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة، ظل التعاون هو الموضوع السائد في العلاقات الثنائية. إن القطاع الصناعي وسلاسل التوريد وسلاسل القيمة في الجانبين منسوجة بإحكام معًا، مما يجعلها غير قابلة للفصل عن بعضها البعض.
وأثناء زيارته لأوروبا هذا الأسبوع، أشار وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو إلى أن التدابير الحمائية ليست حلولاً قابلة للتطبيق ولكنها “طريق مسدود خطير”.
وقال وانغ “إن الصين مستعدة للمشاركة في مناقشات مع الاتحاد الأوروبي بشأن المخاوف الاقتصادية والتجارية على قدم المساواة والمشاركة في منافسة عادلة على أساس التعاون الموسع”.
وقال الخبير الاقتصادي الإسباني خوليو سيبايوس رودريغيز: إن كلا من الاتحاد الأوروبي والصين يتحملان مسؤولية التوصل إلى توافق من خلال المفاوضات وتحقيق التوازن بين التعاون والمنافسة. وشدد على أن الجانبين يعتمدان على بعضهما البعض في العديد من القضايا الرئيسية ويتقاسمان مصالح اقتصادية مهمة.
وأشار كو كو، الأستاذ المشارك في الدراسات الألمانية بجامعة بكين للدراسات الأجنبية، إلى الذكاء الاصطناعي والمعلومات الإلكترونية والفضاء وغيرها من الصناعات الناشئة كمجالات ذات إمكانات تعاون كبيرة يمكن للجانبين استغلالها.
وقال كو “من المتوقع أن تشهد الصين والاتحاد الأوروبي علاقات أوثق على جبهات متعددة في المستقبل، وهو اتجاه لن يتغير بسهولة من قبل عدد قليل من السياسيين”.
المصدر – شينخوا
