الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
استهدف الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الصين خلال زيارة بايدن إلى فرنسا، حيث دعا بايدن إلى “حرية الملاحة” في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بينما دعا ماكرون إلى اتخاذ إجراءات “منسقة” ضد ما يسمى بـ”القدرة الفائضة” في الصين.
وقال مراقبون صينيون إن الولايات المتحدة تهدف إلى جلب حلفائها إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ لدعم إستراتيجيتها الخاصة وتوسيع وجودها، في حين أن التعاون الاقتصادي والتجاري السليم بين الصين والاتحاد الأوروبي سيتأثر إذا فرض الاتحاد الأوروبي تعريفات جمركية على البضائع الصينية.
وتأتي زيارة بايدن في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة جاهدة الحفاظ على تحالفها في أوروبا مع ظهور انقسامات متزايدة بشأن الصراع في الشرق الأوسط والمخاوف بشأن عودة ترامب.
وقال بايدن لماكرون خلال زيارته: “في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، نقف معاً من أجل حرية الملاحة، والحكومات الشفافة، فضلاً عن الممارسات الاقتصادية العادلة”، في إشارة خفية إلى “نفوذ الصين المتزايد” في المنطقة، لكن ماكرون لم يدل بمثل هذه التصريحات.
وقال لي هايدونغ، الأستاذ بجامعة الشؤون الخارجية الصينية: “الولايات المتحدة لديها نية قوية لجلب حلفائها إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ لدعم استراتيجيتها وتوسيع وجودها. لذلك، كانت تصريحات بايدن محاولة لإقناع حليفها الأوروبي بالانضمام إلى مخططها”.
“لكن فرنسا ترى الأمر من وجهة نظر مختلفة، فهم يعتقدون أن لعب دور في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يمثل مرحلة مهمة لاستعراض مكانة فرنسا كقوة كبرى ورمز مهم.
من خلال هذه التصريحات، يهدف بايدن إلى تعزيز فرصه الانتخابية مع ضمان أن أي سياسات مستقبلية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ في ظل إدارة ترامب المحتملة لا تنحرف عن المسار الحالي.
وأشار لي إلى أن “هذا إجراء مهم لتقييد تصرفات ترامب المستقبلية والحد منها، وهو يعكس نهجاً انتهازياً للغاية وقائم على السلطة”.
قال الخبراء إن الهدف الأساسي لبايدن هو منع ترامب من تعطيل الهيكل الحالي للتحالفات الأمريكية الرئيسية وبالتالي إضعاف الإطار الاستراتيجي الشامل الذي صاغه لمواجهة الصين.
وخلال زيارة بايدن، أثار ماكرون أيضاً مخاوف بشأن ما يسمى بالطاقة الفائضة، وقال للصحفيين: “على الصعيد الاقتصادي، نشعر بالقلق إزاء الممارسات التجارية غير العادلة للصين، والتي تؤدي إلى فائض الطاقة الإنتاجية. وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة للاقتصاد العالمي بحيث يتعين علينا أن نتصرف بطريقة منسقة”.
وبينما دعا ماكرون إلى اتخاذ إجراءات “منسقة” ضد ما يسمى بالممارسات التجارية غير العادلة للصين، تشير أحدث التقارير الإخبارية الواردة من وسائل الإعلام الغربية إلى أن المفوضية الأوروبية قد أوقفت قرارها بشأن السيارات الكهربائية الصينية لبضعة أيام أخرى، مما قد يؤدي إلى عواقب محتملة غير مقصودة لأي زيادة في التعريفات الجمركية.
وعلى الرغم من أن ماكرون لم يذكر بشكل مباشر صناعة السيارات الكهربائية في الصين، إلا أن هدفه الرئيسي قد يكون قطاع السيارات الكهربائية الصينية نظراً للتهديد الأخير بالتعريفات الأوروبية على السيارات الكهربائية الصينية، وفقاً للمحللين.
وقال سون يان هونغ، وهو زميل باحث كبير في معهد الدراسات الأوروبية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن تصريحات ماكرون تعكس الطابع المزدوج لفرنسا في موقفها تجاه التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين.
وأضاف أنه من ناحية، تريد فرنسا المزيد من التجارة مع الصين لتصدير المزيد من الطائرات والمنتجات الزراعية إليها، ولكن من ناحية أخرى، أظهرت فرنسا أيضاً نزعة حمائية، مشيراً إلى أن فرنسا كانت الداعم الرئيسي وراء سياسات الاتحاد الأوروبي المناهضة للسياسة الخارجية.
وقال سون إن ادعاءات السياسيين ووسائل الإعلام الغربية التي تقول إن قطاع السيارات الكهربائية في الصين لديه “طاقة فائضة” لا أساس لها من الصحة. “تعد الواردات الأوروبية من السيارات الكهربائية من الصين نشاطاً تجارياً بحتاً، وهو خارج نطاق الطلب الحقيقي. بالإضافة إلى ذلك، يهدف الاتحاد الأوروبي إلى إنهاء بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل اعتباراً من عام 2035، لكنه لايزال يواجه مشكلة عدم كفاية الطاقة الإنتاجية للمركبات الكهربائية.
وقال سون إن اتباع الخطوة الأمريكية بفرض رسوم جمركية إضافية على منتجات الطاقة الصينية الجديدة لن يسبب خسائر اقتصادية خطيرة لأوروبا فحسب، بل سيضر بشكل خطير بالثقة السياسية المتبادلة القائمة بين الصين وأوروبا وكذلك التعاون متبادل المنفعة في مجموعة متنوعة من المجالات.
كما دعا المسؤولون الصينيون الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة الحوار والمفاوضات لمعالجة النزاعات التجارية، بدلا من الإجراءات الحمائية الأحادية الجانب، وذلك لتجنب تقويض التعاون الأوسع بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وخلال اجتماع مائدة مستديرة مع الشركات الصينية في لشبونة بالبرتغال يوم 4 حزيران، قال وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو إن “الصين ترحب بالمنافسة الصحية وتعارض أي شكل من أشكال المنافسة الشريرة التي تهدف إلى خنق النمو”.
المصدر – غلوبال تايمز