الثورة – همسة زغيب:
يمتلك الفنان التشكيلي سلامة فريد مراد موهبة فطرية في مجال الرسم والتلوين، يستخدمها للتعبير عن أفكاره ومشاعره ورؤيته للعالم من خلال أعماله الفنية، ويتميز بقدرته على استخدام الألوان والأشكال والخطوط بطريقة إبداعية لخلق أعمال فنية تعكس رؤيته، وقد حمل ريشته كراية حُب رفعها في وجه رتابة الحياة ليسافر بها إلى عوالم لا تحدها سوى مخيلته، فالرسم نبض الروح وصرخة الصمت.
رغم أنه بدأ كهاوٍ.. إلا أنه فخور بعضويته في الاتحاد التشكيلي، وهي شهادة تكرّم شغفه وتذكّره أن الفن رسالة إنسانية قبل أن تكون مهنة، هو من الفنانين الذين أعطوا نتاجاً تشكيلياً متميزاً، معتمداً طرقاً مختلفة في صياغة أعماله ومعالجتها، ويميل إلى مدارس مختلفة كالمدرسة التجريدية والتعبيرية والسريالية، وأستوحي رسوماته من الطبيعة، والمشاعر الإنسانية، والتراث، والقضايا الاجتماعية المختلفة.
تحدّث التشكيلي مراد لـ “الثورة” قائلاً: “تحاول فرشاتي التقاط اللحظات التي لا تروى بالكلمات، فالرسم هو مرآتي التي أرى فيها نفسي بوضوح أكثر، هو جسر بين عالمي الداخلي وكل متلقٍ يبحث عن جمال خفي، والفن في النهاية حوار صامت يربطنا جميعاً، واللوحة بالنسبة لي عبارة عن قصة فلسفية تحاكي الواقع كفنان هاوٍ، أواجه تحدي الوقت بين الرسم ومسؤوليات الحياة، لكنني أؤمن أن الفن ليس ترفاً بل ضرورة نخلص بها أرواحنا من صدأ الروتين، وفي كل مرة أُقدم معرضاً فردياً أو جماعياً أُثبت من خلالها أن الهواة قادرون على ترك بصمة في المشهد الثقافي”.
وأضاف: “انضممت إلى اتحاد التشكيليين في سوريا عام 2024، وهي خطوة لم تضف لي شرعية فحسب، بل فتحت لي أبواباً من المعرفة والتجارب، والتقيت من خلال ورش العمل والمعارض برواد الفن التشكيلي، وتبادلنا الأفكار كرفاق درب، وتعلمتُ أن الهواية تغذي الروح أكثر من الاحتراف حين تمارس بشغف خالص”.
الفنان سلامة فريد مراد الذي أقام العديد من المعارض الفردية والجماعية، اكتشف عشقه للرسم منذ الطفولة بدعم كبير من الأهل حين كانت الألوان سره الوحيد للهروب من ضجيج العالم، وتحولت هوايته مع الوقت إلى حوار داخلي يعيشه كل يوم كالماء والهواء.