قلق الامتحانات يؤرق الطالب والأهل.. د. السلامة: تحويل الانتكاسات لنقاط قوة

الثورة – حسين صقر:

لا يتحول القلق الامتحاني إلى حالة مرضية عند الطالب وحسب، بل تنتقل هذه العدوى النفسية إلى الأهل، وذلك نتيجة خوفهم على ولدهم من عدم تحصيل الدرجات المطلوبة، وخوف الطالب من الفشل إما بالعلامات بشكل خاص، أو النتيجة بشكل عام، عندها تتشكل عقدة “الفوبيا” من الطرفين والتي لا يسهل حلها.

صحيفة “الثورة” التقت عدداً من الطلاب والأهل الذين أكدوا أن القلق الامتحاني هو حالة نفسية طبيعية يشعر بها معظم الطلاب قبل أو أثناء الامتحانات، وتمتد هذه الحالة لذويهم، ويمكن أن يؤثر سلباً على الأداء إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح.

أسباب مختلفة

المدرس حسن عناب والد لطالب بالإعدادية قال: تتنوع أسباب القلق الامتحاني بين ضغوط دراسية، وخوف من الفشل، أو توقعات عالية من الأهل أو المعلمين، ولكن من أجل التغلب على ذلك هناك طرق كتنظيم الوقت، والاستعداد الجيد، وممارسة تقنيات الاسترخاء، وطلب الدعم النفسي عند الحاجة.

ربة المنزل لجينة عاتكي- والدة لطالب ثانوي قالت: إن الخوف من عدم القدرة على تحقيق النجاح في الدراسة، والضغط الناتج عن توقعات عالية، أو الطموحات الشخصية غير الواقعية، تسبب الخوف من الامتحان، ولاسيما الخوف من الرسوب أو عدم تحقيق الدرجات المطلوبة، ما يؤدي إلى زيادة القلق والتوتر، وأضافت: إن وضع أهداف غير واقعية أو مبالغ فيها، هو ما يزيد من الضغط النفسي على الطالب.

تجارب سابقة

من ناحيته قال طالب الثانوية سعد المحمود: إن التجارب السابقة السيئة في الامتحانات قد تزيد من خوفنا كطلاب من خوضها، وتجعلنا أكثر توتراً من تكرار التجربة، مبيناً أن ذلك نتيجة افتقار بعضنا إلى الثقة بأنفسنا وقدراتنا، وهو ما يجعلنا أكثر عرضة لذلك.

الأهل والبيئة والمدرسة

في السياق ذاته أكدت لبانة فرزات أن التوتر والقلق سواء في المنزل أو المدرسة وحتى البيئة المحيطة نفسها، يمكن أن يؤثر سلباً على حالة الطالب النفسية، وبالتالي لا بد من وضع خطة دراسية محكمة، وتحديد أهداف واقعية، والتركيز على المذاكرة بذكاء بدلاً من المذاكرة لساعات طويلة، وتجنب المقارنة مع الغير والانشغال بأنفسنا لأنفسنا، وأوضحت أن اللجوء للأهل ومشاركتهم في حل المشكلات التي تواجهنا له أهمية كبيرة في تجاوز ذلك القلق، بالإضافة إلى التحدث مع الأهل، أو المعلمين، أو الأصدقاء، أو اللجوء إلى أختصاصي نفسي للحصول على الدعم والمشورة.

القلق المفرط يشتت التركيز

وللإطلاع على طرق العلاج والتخلص من القلق الامتحاني أكد رئيس دائرة الصحة النفسية في وزارة الصحة الدكتور أحمد السلامة، أنه مجرد الشعور بشيء من القلق أمر طبيعي، وذلك نتيجة بعض الضغوطات من المدرسة أو الأهل، ما يؤدي إلى شعور الطالب بالتوتر والحزن والغضب، وبعض التصرفات السلوكية البكاء والشجار والعزلة والتعب والوهن العام، بالإضافة إلى فقدان الشهية، وبعض الآلام الجسدية غير المفسرة، وتغيرات في النوم.

وقال: تراود الطالب بعض الأفكار السلبية، كأن يقول وبشكل متكرر: لن استطيع، هذا صعب، وهذا بالتأكيد يؤثر بشكل سلبي على التركيز والذاكرة، موضحاً أن الطالب القلق يظهر التشبث بمقدمي الرعاية والمعلمين، ولديه خوف من الكلام، وتجنب الحديث أو عدم قول ما يريد لأنه يخشى التلعثم، ورفض البدء بالمهمة خوفاً من عدم القدرة على فعلها بشكل صحيح، وتجنب المدرسة خوفاً أيضاً من الإحراج أو الإذلال أو الفشل.

إضافة لحدوث أعراض جسدية كضيق الصدر وآلام في المعدة والصداع وضيق التنفس والتعرق، ونصح د. السلامة الطالب القلق لتجاوز كل ذلك، أولاً أن يخبر صديقه المقرب أو أحد من أفراد أسرته، أو أشخاص موثوقين بأنه عاني من تلك المشاعر، وهذا يفسح لهم المجال بتقديم المساعدة بالأمور العملية كالمساعدة في تنظيم جدول مهام وأجندة يومية يمكن الالتزام بها، ونصح بأن يكون الطالب القلق لطيفا مع نفسه، وأن يفكر في الأمور التي حققها في حياته لا التي أخفق فيها.

وقال د. السلامة: من المهم أن يضع الطالب القلق في حسبانه أن الامتحان قد ينقله من مستوى إلى آخر خلال رحلته الأكاديمية وأن النجاح والتحصيل العلمي قد يمر بفترات متغايرة ومتأرجحة، والرغبة في التطور والتقدم بشكل مستمر يحول الانتكاسات المؤقتة إلى نقاط قوة وارتكاز.

ونصح بالحصول على قسط واف من النوم يومياً، وممارسة تمرين التنفس البطيء، ومراجعة الشخص الاختصاصي في مجال الصحة النفسية والمجتمعية إذا لزم الأمر، وإن راودته مشاعر بالذنب حيال ذلك، فإن الاستراحات الممتعة تجدد النشاط وتحفز القدرات الذهنية، فضلاً عن تحديد مكان معين للدراسة، والتركيز على ما يمكن إنجازه، وألا يقارن نفسه بالآخرين.

رسائل للأهل

ووجه د. السلامة رسائل أساسية للأهل لمساعدة أبنائهم الذين يعانون من قلق الامتحان، كمساعدة الأبناء على تنظيم برنامج دراسي يراعي روتينهم المعتاد، ومساعدتهم قي مراجعة دروسهم من دون الإفراط في الإشراف والرقابة، والتطمين كلما كان ذلك متاحاً وتقديم الدعم العاطفي والمعنوي.

وأشار إلى أهمية تخصيص وقت للتحدث معهم عمّا يودون القيام به بعد انتهاء الامتحان، وتذكيرهم بالحصول على قسط وافٍ من النوم كل ليلة، والخروج للتنزه معهم في وقت الاستراحة لإبقائهم نشطين، والعمل على طهو وجبات صحية قدر الإمكان.

تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات

وبشأن الوجبات الصحية والتغذية السليمة قالت مسؤول برنامج التغذية في مديرية الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتورة هلا محمد شهير داود: إن التغذية السليمة وقود العقل للنجاح في الامتحانات، وهي جزء لا يتجزأ من الإعداد للنجاح في الامتحانات، مبينة الأطعمة الغنية بالبروتينات، مثل البيض والمكسرات تساعد على تعزيز التركيز وتحسين وظائف الدماغ، بالإضافة للفواكه والخضروات الطازجة التي تمد الجسم بالفيتامينات الضرورية.

وقالت د. داود: يجب الحرص على تقليل السكريات والمأكولات السريعة، التي قد تؤدي إلى تقلبات في مستوى الطاقة، واستبدالها بوجبات خفيفة صحية، مثل اللبن مع العسل أو الفواكه المجففة، كما أن شرب الماء بكميات كافية هو أيضاً عنصر أساسي للحفاظ على نشاط العقل والجسم، إذ يقي الجفاف الذي قد يؤثر سلباً على التركيز، بالإضافة لتقديم وجبات متوازنة تحتوي على الحبوب الكاملة والأطعمة الغنية بالأوميغا 3 مثل الأسماك لدعم وظائف الدماغ.

وأضافت بالتأكيد يمكن أن يؤدي الوضع المادي غير المستقر إلى صعوبة الحصول على بعض الأغذية الأساسية، وفي هذه الحالة يمكن البحث عن بدائل صحية ومتاحة اقتصادياً، كالبقوليات مثل العدس والفول والحمص والبيض والأسماك المعلبة، وبدائل الحليب كاستخدام الحليب المجفف كبديل للطازج، وبدائل الخضراوات والفواكه الطازجة، يمكن استخدام الخضروات والفواكه المجمدة أو المعلبة كبدائل صحية، خاصة إذا كانت أسعار الخضروات والفواكه الطازجة مرتفعة، ونوهت مسؤول برنامج التغذية بأن ثمة بدائل للحبوب، حيث يمكن استبدال الأرز الأبيض بالحبوب الكاملة مثل الأرز البني أو الشوفان إذا كانت متوافرة وبأسعار معقولة، وهناك بدائل السكر، يمكن استخدام العسل أو الفواكه المجففة كبدائل صحية للسكر الأبيض.

الأوقات المناسبة

وأضافت د. داود يفضل مراقبة أوقات الوجبات لتكون منتظمة ومتناسقة مع جدول الدراسة لضمان استقرار مستويات الطاقة طوال اليوم حتى تدفع ابنك للنجاح في الامتحانات، وشددت على أهمية النوم الكافي المنتظم لما له من أهمية بالغة، وآثارها الإيجابية كثيرة، فالراحة تنشط العقل، والنوم الجيد هو عامل رئيسي للنجاح في الامتحانات، وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التخيل الإيجابي قبل النوم، فهذه العادات تساعد على تهدئة العقل والجسم، ما يجعل الطالب أكثر تركيزاً واستعداداً ليوم جديد.

آخر الأخبار
معالجة التعديات على عقارات المهجرين.. حلب تُفعّل لجنة "الغصب البيّن" لجنة فنية تكشف على مستودعات بترول حماة الشمس اليوم ولاحقاً الرياح.. الطاقات المستدامة والنظيفة في دائرة الاستثمار صياغة جديدة لقانون جديد للخدمة المدنية ..  خطوة مهمة  لإصلاح وظيفي جذري أكثر شفافية "الشباب السوري ومستقبل العمل".. حوار تفاعلي في جامعة اللاذقية مناقشات الجهاز المركزي مع البنك الدولي.. اعتماد أدوات التدقيق الرقمي وتقييم SAI-PMF هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة حلاق لـ "الثورة": سلالم التصحيح ضمانة للعدالة التعليمية وجودة التقييم "أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا نهضة جديدة..إقبال على مقاسم صناعية بالشيخ نجار وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا يساعدها بتسريع الإعمار ترميم قلعة حلب وحفظ تاريخها العريق محافظ درعا يتفقد امتحانات المعهد الفندقي "الطوارئ والكوارث": أكثر من 1500 حريق و50 فريق إطفاء على خطوط المواجهة دول الخليج تتوحد في تقديم المساعدة والاستثمار في سوريا واشنطن تتحدث عن السلام.. هل يلتزم الاحتلال الإسرائيلي بوقف اعتداءاته؟ سوريا تطلق إصلاحات السوق لجذب المزيد من الاستثمارات وتحفيز إعادة الإعمار نقابة المهندسين الأردنيين: إعمار سوريا استحقاق يتطلب تضافر الجهود عربياً ودولياً بين الحصار والانفراج.. هل تفتح المصارف السورية أبواب العالم؟ ترامب يفكك برنامج العقوبات من أجل سوريا مستقرة