الثورة – نيفين أحمد:
استقبل السيد الرئيس أحمد الشرع في قصر الشعب غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في لقاء عكس ما تختزنه سوريا من رصيد حضاري وتاريخي وروحي يشكل جزءاً لا يتجزأ من قوتها الوطنية.
رسالة وطنية جامعة
لم يكن اللقاء بروتوكولياً فحسب بل حمل في طياته رسائل سياسية ومجتمعية عميقة تؤكد أن وحدة السوريين وتماسكهم بمختلف أطيافهم الدينية والاجتماعية هي الركيزة الأساسية في مواجهة التحديات وأن الكنيسة كسائر المرجعيات الوطنية كانت وما زالت شريكاً في تعزيز الانتماء وترسيخ ثقافة المواطنة.
يأتي استقبال الرئيس الشرع للبطريرك يازجي في توقيت له أبعاده السياسية الواضحة، إذ يعكس حرص الدولة السورية على تكريس نهج الحوار والانفتاح والتواصل مع جميع المكونات الوطنية في مواجهة مشاريع خارجية سعت لسنوات إلى زرع الانقسام بين أبناء الشعب الواحد. اللقاء بهذا المعنى هو تأكيد جديد على أن الوحدة الوطنية خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
أبعاد روحية ومجتمعية
الكنيسة بتاريخها ودورها كانت رافداً أساسياً في صياغة الهوية السورية الجامعة. ومن هنا فإن التأكيد خلال اللقاء على أهمية الدور الروحي والمجتمعي للكنيسة يسلّط الضوء على البعد الأخلاقي والحضاري لمفهوم المواطنة، حيث يعيش السوريون على اختلاف معتقداتهم تحت مظلة الوطن الواحد.
أهمية تتجاوز الشكل البروتوكولي
يحمل اللقاء أهمية خاصة لأنه جمع بين رأس الدولة ومرجعية دينية بارزة في لحظة تحتاج فيها سوريا إلى استنهاض كل قواها الروحية والوطنية لمواجهة التحديات الراهنة. هذا اللقاء يؤكد أن الدولة السورية تنظر إلى جميع أبنائها كشركاء في صياغة مستقبلها وأن القوة الحقيقية لسوريا تنبع من تنوعها المتناغم وتماسك نسيجها الوطني.
الرسالة التي خرجت من قصر الشعب سوريا واحدة، موحدة، مستقلة، وماضية في خيارها الوطني لا تقبل التجزئة ولا تسمح لأي قوة خارجية بالتأثير في قرارها. وبذلك يؤكد اللقاء أن اللحمة الوطنية بكل مكوناتها هي السد المنيع أمام كل مشاريع التفكيك وأن سوريا بهويتها الجامعة قادرة على مواجهة أي تحدٍ وحماية مستقبلها.