الثورة:
دخل اختطاف حمزة العمارين، رئيس مركز الدفاع المدني السوري في إزرع، شهره الأول دون أي مؤشرات عن مكانه أو ظروف احتجازه، ما يضاعف القلق لدى عائلته وزملائه والمجتمع المحلي الذي اعتاد حضوره الإنساني.
ففي 16 تموز/يوليو 2025، أقدمت مجموعة مسلحة على اعتراض سيارته المخصصة للعمل الإنساني في مدينة السويداء، بينما كان في طريقه لتنفيذ مهمة طارئة لإجلاء فريق تابع للأمم المتحدة، ورغم تلقي اتصال قصير بعد أقل من يوم من هاتفه أكد فيه مجهول أنه لا يزال على قيد الحياة، إلا أن التواصل انقطع كلياً منذ ذلك الوقت.
وفي بيان مشترك، عبّرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان والدفاع المدني السوري عن بالغ القلق على مصيره، مشيرتين إلى أن استمرار اختطافه يمثّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وحرماناً للمجتمع من خدمات أساسية طالما وفرها عبر دوره في إنقاذ الأرواح.
وأكد البيان أن الجريمة لم تمس فقط حياة العمارين وعائلته، بل وجهت أيضاً ضربة قاسية لروح العمل الإنساني في المنطقة، معتبرة أن الصمت عن هذه الانتهاكات يرسل رسالة خطيرة بتطبيع الجرائم ضد الكوادر الإغاثية، ويقوض ثقة المجتمع بقدرة أي جهة على حمايتهم.
وطالبت المنظمتان بالإفراج الفوري وغير المشروط عنه، والكشف عن مصيره وضمان سلامته الجسدية والنفسية، إلى جانب محاسبة المسؤولين عن عملية الاختطاف، كما شددتا على أن حماية العاملين في المجال الإنساني مسؤولية لا يمكن التنصل منها، وأن أي تقاعس في هذا الملف يشكل تهديداً مباشراً للعمل المدني برمته.
وأشار البيان إلى أن ما جرى يندرج ضمن سلسلة من الاعتداءات المتكررة التي استهدفت كوادر إنسانية في السويداء، ما يضع مستقبل العمل الإغاثي في المحافظة أمام تحديات غير مسبوقة، ويهدد بتقويض قدرة المجتمعات المحلية على الصمود في وجه الأزمات المستمرة.