الثورة – فادية مجد:
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أخبار عن حالات إصابة بالتهاب الأمعاء سببها فيروس الروتا، وقد تم توجيه أصابع الاتهام لأطعمة معينة..
فماذا عن هذا الفيروس الذي أثار تساؤلات عديدة بين المواطنين؟
لمعرفة المزيد عن فيروس الروتا أسبابه وأعراضه وطرق العلاج والوقاية منه، تواصلت صحيفة الثورة مع الاختصاصي بالأمراض الداخلية وأمراض الكلى الدكتور حسن حسن والذي أفاد: فيروس الروتا هو واحد من مجموعة كبيرة من الفيروسات التي تصيب بالتهاب معدة وأمعاء حاد، وخاصة الأطفال أكثر من الكبار، إذ يسبب فقد سوائل محدد لذاته، بمعنى أنه يشفى غالباً تلقائياً، ولكن قد يكون هذا الفقد كبيراً جداً، لدرجة أنه قد يشكل خطراً مهدداً لحياة الطفل المريض، كما هو الحال في البلدان الفقيرة حيث تقل جودة الرعاية الصحية.
وأضاف: مدة حضانة المرض هي يومان بعد دخول الفيروس عن طريق الفم، نتيجة تناول أطعمة أو شرب المياه، أو وضع اليد في الفم الملوثين بشكل غير مباشر ببراز المريض المصاب، كما ينتقل عن طريق مقابض أبواب المراحيض أو المغاسل، أو من خلال تسرب مياه ما يسمى (الجُوَر الفنية) إلى آبار الشرب القريبة.
وأشار د. حسن إلى أن المرض منتشر في مختلف أجزاء العالم، ورغم أنه يشفى تلقائياً في معظم الحالات، إلا أنه يقتل نحو ٥٠٠ ألف إنسان سنوياً، معظمهم من سكان جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا بسبب التجفاف الشديد وقلة الرعاية الصحية المتوفرة.
أعراضه وعلاماته ونوه بأن أعراض الإصابة تتمثل بحرارة خفيفة، وإسهال مائي غزير غير مدمّى مع قلة الشهية مع أو من دون غثيان أو إقياء، مع مغص بطن، موضحاً أن التجفاف والمتمثل بنقص الوزن وغؤور العينين، وتسمك الجلد وتصلبه نسبياً و(نشفان الفم) والأغشية المخاطية، وتسرع النبض بما يزيد عن درجة الحرارة وهبوط الضغط والدوخة هي أبرز علاماته، مبينا أنه في الحالات الأشد يكون هناك ضعف في النشاط العضلي والتبلد الذهني، وقد تظهر نوب اختلاج صرعية في الحالات الخطيرة خاصة عندما يوجد الإسهال والإقياءات معاً، الأمر الذي يعيق تعويض الجسم بالسوائل اللازمة.
تشخيصه وذكر د. حسن أن تشخيص المرض بشكل دقيق ممكن، ولكن عزل الفيروس من البراز وتمييزه وزرعه، هي أمور صعبة وتحتاج إلى وقت طويل، ولذلك لا تُجرى عادة، كما أن تمييزه عن أمراض أخرى مشابهه، هو أمر صعب نسبياً، موضحاً أن خطره يتأتى أساساً من نقص سوائل الجسم واضطراب تركيز أملاح الجسم وخاصة زيادة تركيز الصوديوم، ولذلك يتركز العلاج أساساً على تعويض الجسم بالسوائل اللازمة عن طريق الفم إن أمكن ذلك بشكل وجبات صغيرة متعددة أساسها السوائل، وفي حال كانت حالة المريض سيئة أو مصاب بالإقياءات فمن الصعوبة السيطرة ولهذا يتم نقل المريض إلى المستشفى، ليحقن بالمصول الوريدية بنوعيات وكميات مناسبة حسب تقدير الطبيب. العلاجات الدوائية وأشار د. حسن إلى أنه يمكن إعطاء مضادات الإقياء حين الحاجة، لافتاً إلى أنه من النادر أن تعطى مضادات الإسهال العرضية، كما أنه لا حاجة لإعطاء صادات حيوية Antibiotics إطلاقاً، وهي التي تسمى في بلادنا شعبيا بأدوية الالتهابات، ولا حتى إعطاء الفلاجيل الذي يشيع استخدامه جداً في بلدنا، والأغلبية يعتقدون أنه دواء نوعي لكل أنواع الإسهال، مبيناً أنه تم تصنيع لقاحات للمرض في الولايات المتحدة منذ أكثر من ٢٠ عاماً، وبعد استخدامه بنجاح تم سحبه من الأسواق لتسببه بعدة مشكلات صحية، ولكن أعيد تصنيع أصناف جديدة ناجحة وفعالة، وتم استخدامها وقلت نسبة الإصابات، ونسبة دخول المصابين للمستشفيات بشكل ملحوظ. وأخيراً نوه الدكتور حسن بأن الأطعمة كالبطيخ والبوظة والبقدونس المتداول أنها المسببة للفيروس هي أطعمة بريئة، لأن المسبب هو انتقال الفيروس من الشرج بواسطة الأيدي غير النظيفة إلى المأكولات عن طريق لمسها ومنها إلى الفم عند تلوث الأيدي بذاك الفيروس وعدم غسلها جيداً، فعلى سبيل المثال البطيخ ربما يكون قد لمسه بائع لم يغسل يديه بشكل جيد، ومن ثم لمس البطيخ فانتقل من يديه لتلك الفاكهة أو غيرها.. ولهذا نؤكد أن الوقاية هي حجر الأساس في السيطرة على المرض طالما أنه من الأمراض المعدية والتي تنتقل من الشرج للفم، كما يتوجب الانتباه لمراكز تجمعات الأطفال (دور الحضانة، ورياض الأطفال) وعزل المصابين وتخصيص عمال عناية لهم، بعيداً عن بقية الأطفال الأصحاء، مع ضرورة تنظيف الأيدي وتعقيمها، إضافة لتعقيم مقابض الأبواب والمغاسل واستعمال الكحول بعد أن أثبت فعالية واضحة في تقليل خطر الإصابات.