معمل “الفيجة” أمام تحول جذري.. محمد الليكو لـ”الثورة”: إنتاج 13 ألف عبوة في الساعة.. وحسومات تنافسية قريباً
الثورة – رولا عيسى:
مع ازدياد الطلب والحاجة لتوفير مياه معبأة بمواصفات جيدة في ظل شح المياه، تطرح التساؤلات حول ما طرأ من جديد على التقنيات المستخدمة في معمل تعبئة مياه الفيجة وتوفيرها لدى المستهلك، خاصة في ظل استعصاء حضورها خلال سنوات سابقة إلا بأسعار مجحفة.
تساؤل آخر.. هل أصبح المعمل أكثر قدرة على تلبية احتياجات السوق المحلية والخارجية، باعتباره أحد المعامل الرائدة في صناعة المياه المعبأة في سوريا؟.
لاشك أنه ثمة حاجة لتطبيق معايير الجودة العالية للمياه التي يعبئها المعمل، مع تقديمها بأسعار تنافسية تلبي احتياجات فئات المستهلكين فهل حقق المعمل تحول جذري في هذا الاتجاه؟.
في حديث خاص لصحيفة الثورة، أكد مدير معمل تعبئة مياه الفيجة المهندس محمد الليكو، أن المعمل بدأ بانطلاقة جديدة من خلال إضافة خط إنتاج جديد يساهم في تعزيز القدرة الإنتاجية وتلبية احتياجات السوق المحلية والدولية، كاشفاً عن خطوة قريبة لحسومات في الأسعار على مختلف أنواع ومقاسات العبوات، وذلك بعد الموافقة على الدراسة في وزارة الاقتصاد والصناعة.
ويشير إلى أن المعمل يتبع للمؤسسة العامة للصناعات الغذائية التابعة لوزارة الاقتصاد والصناعة، ويعكس التزامه بتقديم مياه طبيعية نقية وفقاً لأعلى المعايير العالمية، منوهاً بأن مياه نبع الفيجة واحدة من المنتجات المميزة في السوق السورية، إذ يتم استخراج المياه مباشرة من نبع الفيجة عبر أنابيب ستانلس ستيل غذائية، مما يضمن الحفاظ على نقاوتها وجودتها العالية، وهذه المياه تتماشى مع المواصفة القياسية السورية م ق س 191:2014، مما يميزها عن غيرها من المنتجات المماثلة المتوفرة في الأسواق.
عملية إنتاج مبتكرة ومتطورة
وفي رده على سؤالنا حول عملية ومراحل الإنتاج، يقول الليكو: تخضع مياه نبع الفيجة لعملية إنتاج متطورة تشمل عدة مراحل دقيقة من الفلاتر لضمان أعلى معايير النقاء منها فلتر 10 ميكرون في بداية عملية تصفية المياه، وكذلك 4 فلاتر 5 ميكرون لتصفية الملوثات الدقيقة، إضافة لفلتر (12 خرطوش) 1.5 ميكرون: لتنقية المياه من الجسيمات الأصغر، وفلتر جرثومي (12 خرطوش) 0.45 ميكرون لقتل الجراثيم والبكتيريا.
وبضيف: بعد هذه الفلاتر، يتم تعقيم المياه باستخدام غاز الأوزون (O3)، ثم يتم ضخ المياه إلى آلات الشطف والتعبئة بواسطة أنابيب ستانلس ستيل، مما يضمن الحفاظ على نقاوتها.
خطوط الإنتاج المتنوعة
وبحسب مدير المعمل، يتميز معمل مياه نبع الفيجة بوجود أربع خطوط إنتاج رئيسة، وهي.. خط إنتاج (0.5-1.5) لتر، إذ يُنتج حالياً عبوات سعة 0.5 لتر عبر آلة نفخ سيدل الدورانية بطاقة إنتاجية 13000 عبوة/ساعة، ثم يتم تعبئتها باستخدام آلات متطورة تتميز بالسرعة والكفاءة.
كذلك، خط إنتاج (5-10) لتر: يعمل على إنتاج عبوات سعة 5-10 ليتر باستخدام آلة نفخ سيبا بطاقة إنتاجية 950 عبوة/ساعة، وأيضاً خط إنتاج عبوات 5 غالون (18.9 لتر)، وهو خط خاص بتعبئة العبوات المرتجعة، ويخضع لعملية شطف وتعقيم عبر خمس مراحل للتأكد من جودتها قبل تعبئتها.
اللافت، وفقاً لـ الليكو، الطلب الكبير على عبوات الكاسات، ومن هنا تم إعادة تفعيل خط الكاسات (125-250 مل)، بعد زيادة الطلب عليه، ليقوم بإنتاج عبوات صغيرة الحجم.
وحول مراقبة الجودة والتحاليل المخبرية، يقول الليكو: يخضع كل منتج يتم إنتاجه في معمل نبع الفيجة لاختبارات مخبرية دقيقة لضمان جودته، إذ يتم أخذ عينات عشوائية من العبوات كل ساعتين لقياس عدة معايير هامة مثل نسبة الأوزون في المياه، درجة الحموضة (PH)، العكارة، والناقلية، للتأكد من مطابقتها للمواصفات المحددة، بالإضافة إلى التحاليل الجرثومية التي تستغرق 48 ساعة للتأكد من خلو المياه من أي ملوثات بيولوجية.
خطة إنتاج مدروسة وتوسعات جديدة
وعن آلية العمل يشير إلى أنها تقوم وفق خطة إنتاج ومبيعات مدروسة تلبي احتياجات السوق المحلية والخارجية، وفي هذا السياق، ينوه الليكو إلى أن المعمل يقوم حالياً بتجهيز طلبية خاصة لمنتج 0.5 لتر لتصديرها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد إجراء جميع التحاليل اللازمة والتأكد من تطابق المنتج مع المواصفات القياسية الإماراتية.
كما أكد أن المعمل يواصل تحسين خطوط الإنتاج ويحرص على القيام بأعمال الصيانة الطارئة والدورية لضمان استمرارية العمل بشكل سلس وفعال.
لاشك أن معمل مياه نبع الفيجة ليس فقط مصدراً للمياه المعبأة ذات الجودة العالية، بل هو أيضاً نموذج يحتذى به في الالتزام بالجودة والتطوير المستمر، وذلك من خلال تقنيات الإنتاج الحديثة والالتزام بالمعايير العالمية، يثبت المعمل قدرته على تلبية احتياجات السوق المحلي والتوسع في الأسواق الدولية، ليظل الخيار الأول للمستهلكين الباحثين عن مياه طبيعية نقية وآمنة.
كما أن التحولات تعكس رؤيا واضحة في التوسع والابتكار، إذ يسعى المعمل إلى تقديم مياه نبع الفيجة كما كانت في الماضي، ولكن مع قيمة إضافية تتماشى مع تطلعات العصر الحديث.