الثورة – سيرين المصطفى
شهدت مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي، صباح اليوم الإثنين 30 حزيران/يونيو، افتتاح أول فرن مدعوم لتوزيع الخبز، بطاقة إنتاجية تصل إلى 5000 ربطة يومياً، في خطوة تهدف إلى دعم الأمن الغذائي وتخفيف الأعباء المعيشية عن الأهالي، خاصة مع تزايد وتيرة عودة السكان إلى المدينة بعد سنوات من النزوح والدمار.
وأعلنت محافظة إدلب، أن المشروع ينطلق في مرحلته الأولى لتغطية احتياجات سكان المدينة، مع إمكانية التوسع إلى مناطق أخرى لاحقاً. ويجري تنفيذ المشروع بدعم من منظمة الإغاثة الإنسانية التركية “IHH” التي توفر مادة الطحين، وبالشراكة مع منظمة “صلة” المحلية.
وحضر حفل الافتتاح معاون محافظ إدلب، السيد حسن الفجر، ومسؤول كتلة سراقب السيد محمود العثمان، ومسؤول العلاقات العامة السيد إسماعيل قدح، إلى جانب ممثلين عن المنظمات الشريكة وعدد من الشخصيات المحلية. وأكّد الحضور أن تشغيل المخبز يأتي في وقت حاسم، حيث تشهد سراقب بداية حراك تنموي وخدمي يتزامن مع عودة تدريجية للسكان وتنامي الحاجات الأساسية.
ويُعدّ هذا المشروع واحداً من أبرز المبادرات الهادفة إلى تحقيق استقرار معيشي طويل الأمد في المدينة، وتوفير مادة الخبز بأسعار مدعومة للعائلات، وسط ظروف اقتصادية صعبة. وقد عبّر العديد من السكان العائدين عن ترحيبهم بهذه الخطوة، مؤكدين أنها تسهم في تعزيز ثقتهم ببيئة العودة الآمنة والمنتجة.
وفي سياق موازٍ، كانت محافظة إدلب قد أعلنت، قبل أيام، عن إطلاق مبادرة محلية لإنشاء صندوق خدمي في مدينة سراقب، بمشاركة من أبناء المدينة وعدد من التجّار المحليين. وجاء الإعلان عن هذه المبادرة خلال جلسة تنسيقية ضمّت كلاً من مدير منطقة إدلب السيد حسن الفجر، ومسؤول كتلة سراقب السيد محمود العثمان، وعدداً من الفعاليات الاقتصادية.
وتم خلال الجلسة عرض أهداف الصندوق، وفي مقدّمتها شراء آليات لترحيل الأنقاض والنفايات، وتنفيذ أعمال صيانة عاجلة للطرقات المتضررة، إلى جانب تحسين الخدمات الأساسية الأخرى. وأكّد المجتمعون على ضرورة تعزيز الشراكة بين القطاع الخاص والإدارة المحلية، بما يساهم في توفير بنية تحتية مؤهلة تواكب متطلبات العودة وإعادة الإعمار التدريجي.
وتسعى هذه المبادرات، التي تتكامل في بعدها الخدمي والمعيشي، إلى إعادة إنعاش الحياة في سراقب، وتمكين أهلها من إعادة بناء مدينتهم واستعادة حياتهم الطبيعية، بعد سنوات طويلة من المعاناة.