الشيباني يرفع العلم السوري في السفارة بـ لندن خلال زيارته للمملكة المتحدة

الثورة – ترجمة ختام أحمد:

بدأ وزير الخارجية أسعد الشيباني، يوم أمس الأربعاء، زيارة رسمية تاريخية إلى المملكة المتحدة، سيلتقي خلالها كبار المسؤولين ويقيم حفل رفع العلم أمام سفارة بلاده المهجورة.

ورافق السيد الشيباني الرئيس، أحمد الشرع، هذا الأسبوع في اجتماع مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب في “البيت الأبيض”، وهو الآن يقود وفداً إلى دولة ثانية في مجموعة السبع.

وقال في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: “نحن متجهون من الجمهورية العربية السورية إلى المملكة المتحدة في أول زيارة رسمية، نحمل آمال وتطلعات السوريين لبناء وطن يضمن مستقبل أبنائنا والأجيال القادمة”.

ويأمل السوريون البريطانيون أن تساهم زيارة السيد الشيباني في تسريع فتح السفارات وتأسيس الخطوات التالية في العلاقات الدبلوماسية الهشة بين البلدين منذ إعادة تأسيسها في يوليو/تموز الفائت.

رغم أن المملكة المتحدة رفعت العقوبات المفروضة على المؤسسات السورية، إلا أن عقبات كبيرة لا تزال قائمة فيما يتعلق بالمساعدات والاستثمار في البلاد.
وتأتي الزيارة بعد أسابيع من إلغاء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تصنيف “هيئة تحرير الشام”، التي كان يقودها السيد الشرع.

ومن المتوقع أن يرفع السيد الشيباني علم بلاده خارج مبنى السفارة المهجورة في احتفال مع الجالية السورية البريطانية، اليوم الخميس.

ومن المقرر أن ينطلق في اليوم نفسه أعمال المجلس التجاري السوري البريطاني، ومن المتوقع أن يحضره أعضاء وفد السيد الشيباني.

ويهدف المجلس، إلى “تعزيز العلاقات التجارية والمهنية بين بريطانيا وسوريا”، والعمل “بشكل وثيق” مع وزارة الخارجية والسلطات السورية، مع العمل “بشكل مستقل عن الحكومة”.

وظيفة مهجورة

الآمال معقودة على الإعلان عن تبادل سفراء بين المملكة المتحدة وسوريا بعد زيارة السيد الشيباني بفترة وجيزة. ويقول السوريون البريطانيون إنهم بحاجة إلى سفارة في لندن لتجديد جوازات سفرهم وتصديق وثائق رسمية أخرى.

“نأمل أن تُرسي هذه الزيارة صفحة جديدة في العلاقات. لا نرى أي سبب يمنعنا من التبادل الدبلوماسي،لقد حُرمنا من هذا الحق (في السفارة) لمدة 14 عاماً”، هذا ما قاله عبد العزيز الماشي، من الكونسورتيوم السوري – البريطاني.

وتابع الماشي: إنه “يوم تاريخي أن نلتقي بوزير خارجيتنا هنا في المملكة المتحدة، نحن ممتنون للغاية للجهود التي بذلها الشيباني والحكومة لإعادة سوريا إلى الساحة الدولية”.

ولكن مع اقتراب موعد انتهاء عقد إيجار المبنى، هناك مخاوف بشأن كيفية تمكن الإدارة الجديدة التي تعاني من نقص السيولة من تمويل الإيجار والتجديد.

وقال غيث أرمنازي، الدبلوماسي البريطاني السوري والسفير السابق لدى جامعة الدول العربية في لندن: إن “التحدي المباشر للغاية – والصعب – الذي يواجه السفير السوري الجديد هو الحالة المؤسفة التي وصل إليها مبنى السفارة السورية في ساحة بيلجريف”.

وأضاف أرمنازي، أن “المبنى ليس متهالكا فحسب، بل إن عقد الإيجار على وشك الانتهاء، وسوف يكلف تجديده مبالغ ضخمة من المال وهو ما لا تستطيع الحكومة السورية تحمله”.

وقال أرمنازي: إنه “من الممكن حشد السوريين البريطانيين لجمع الأموال اللازمة لتأجير المبنى وترميمه بعد رفع العقوبات”.

ومع رفع العقوبات ورفع تصنيفات الإرهاب، تظل هناك تساؤلات حول كيفية تسهيل تدفق المساعدات والأموال إلى سوريا لدعم إعادة الإعمار.

وقال السفير السابق وليام باتي، لصحيفة “ذا ناشيونال”، إن أحد أشكال الدعم يمكن أن يأتي في شكل تمويل للصادرات، لإزالة بعض المخاطر في التجارة مع سوريا.

وأضاف باتي، أن المملكة المتحدة قد تسعى في وقت لاحق إلى التوصل إلى اتفاقية لعودة اللاجئين السوريين، كما فعلت مع دول أخرى.

سعى السوريون البريطانيون في المملكة المتحدة إلى تشجيع الشركات المالية في لندن على الاستثمار في سوريا. وتُوجت هذه المحاولات بتأسيس مجلس الأعمال السوري.

وقال أرمنازي، إن “الاستثمار من جانب مدينة لندن من شأنه أن يشكل مؤشراً حقيقياً على قيام سوريا ببناء جسور مع المشهد المالي والنقدي الدولي الذي ظلت منبوذة منه لعقود من الزمن، والسفير السوري لدى المملكة المتحدة يجب أن يتولى دوراً عاماً للغاية”.

وأضاف، أن “السفير سيحتاج إلى أن يكون ماهراً ليس فقط في الدبلوماسية ولكن أيضاً في دور علني للغاية يتمثل في ترويج سوريا الجديدة لوسائل الإعلام البريطانية والطبقة الاجتماعية والاقتصادية والمالية والسياسية التي لا تزال متشككة”.

وقال خبراء، إن المملكة المتحدة يمكن أن تقدم الخبرة من قطاعاتها القانونية والمالية والطاقة، ولكن أيضاً الحوكمة الرقمية التي من شأنها أن تساعد دمشق في تحديث إدارتها.

وذكر أرمنازي، أن “الأولوية العاجلة يجب أن تكون تفكيك العوائق البيروقراطية القديمة والراكدة أمام تدفق الاستثمارات إلى الداخل والتي ورثتها من عقود من هيمنة الدولة على الاقتصاد”.

ويأمل مالك العبدة، مؤسس منظمة “سوريا في مرحلة انتقالية”، أن تتمكن دمشق من التعلم من المنصة الرقمية التابعة للحكومة البريطانية، gov.uk، التي فازت بجوائز في مجال إمكانية الوصول.

نفوذ وزارة الخارجية

وأضاف العبدة، أن المملكة المتحدة ينبغي أن تعمل بشكل أوثق مع الجالية السورية المقيمة في المملكة المتحدة.

ولفت العبدة، إلى أن هناك العديد من السوريين الأذكياء المتعلمين تعليماً عالياً في المملكة المتحدة الراغبين في الانخراط في السياسة والإعلام في سوريا. مضيفا: “إنها فرصة ثمينة تم استغلالها بالفعل، ولكنها لا ترقى إلى المستوى الذي ينبغي أن تكون عليه المملكة المتحدة”.

وعاد بعض السوريين البريطانيين، مثل رزان صفور، مستشارة السيد الشيباني، والمحامي إبراهيم العلبي، الذي يشغل الآن منصب ممثل سوريا في الأمم المتحدة، إلى العمل مع الحكومة الجديدة.

وكان وزير شؤون الشرق الأوسط، هاميش فالكونر، والمبعوثة البريطانية الخاصة إلى سوريا، آن سنو، يجتمعان بانتظام مع سوريين بريطانيين لفهم رؤيتهم لمستقبل سوريا.

ويقال إن المملكة المتحدة تتمتع بحضور مؤثر في دمشق، لكن يُنظر إليها أيضاً على أنها متأخرة في جهودها الدبلوماسية.

وكانت السيدة سنو، أول دبلوماسية غربية تزور البلاد العام الماضي، وكانت بريطانيا أول دولة تبدأ في رفع العقوبات في مارس/آذار من هذا العام.

فالكونر قام بأول زيارة له إلى العاصمة دمشق في سبتمبر/ أيلول الفائت، عقب زيارة ديفيد لامي، بصفته وزيراً للخارجية، في يونيو/حزيران. كما التقت السيدة سنو، بوزراء حكوميين في أكتوبر/ تشرين الأول.

 

المصدر: The National

آخر الأخبار
المرأة السورية.. بين الحاجة والطموح عمل الفتيات في المحلات التجارية.. بين تحسين وضع معيشي وإثبات وجود مسؤولون سابقون من النظام المخلوع على قائمة الاتهام في النمسا ريف إدلب يتنفس الأمل.. افتتاح المدارس يُعيد الحياة إلى المجتمع مصفاة حمص الجديدة ترسم ملامح تحول قطاع الطاقة في سوريا "دواجن طرطوس".. إنتاج متجدد نحو الاكتفاء الذاتي الخبرة تتفوق على الشهادة في سوق العمل تغير المناخ يهدد قمح سوريا.. هل تنقذ الزراعة المستدامة محصول الغاب؟ الشيباني يرفع العلم السوري في السفارة بـ لندن خلال زيارته للمملكة المتحدة باراك يكشف تفاصيل دقيقة عن اجتماع الرئيسين الشرع وترامب الرأي العام السوري يدخل رقمياً على خط المفاوضات مع "قسد"... 65 بالمئة يرحب بالحوار تحت سقف السيادة و... اقتصاد البقاء.. هكذا يعيد السوريون بناء حياتهم بوسائلهم الخاصة البطالة المقنّعة.. وجه خفيٌّ للفساد الإداري وتشويه للمؤشرات الاقتصادية تحديات تعترض طريق المنتجات السورية إلى الأسواق الخارجية الإسمنت السوري بين التحدي والفرص.. من تلبية الطلب إلى رافعة للتنمية بعد فتح واشنطن أبوابها.. لماذا على دمشق تفعيل القوة الناعمة؟ تعاون أردني – سوري يرسم ملامح شراكة اقتصادية جديدة تسجيل إصابات التهاب الكبد في بعض مدارس ريف درعا بدر عبد العاطي: مصر تدعم وحدة سوريا واستعادة دورها في الأمة العربية لبنان وسوريا تبحثان قضايا استثمارية خلال المنتدى "العربي للمالية"