ليس جديداً، التهديدات التي أطلقها قادة العدو الإسرائيلي بتصعيد العدوان على لبنان. هذه التهديدات التي اشتدت بعد أن وصلت الوحشية الصهيونية في غزة إلى طريق مسدود، فرغم مضي نحو تسعة أشهر على العدوان الإرهابي ضد الشعب الفلسطيني في فلسطين وجرائم الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، لم تستطع حكومة الاحتلال تحقيق أي من أهدافها لاسيما تحرير أسراها وكسر المقاومة.
وهو الأمر الذي دفع بنتنياهو إلى التهديد بتوسيع عدوانه وحربه في المنطقة للهروب من مأزقه الخطير الذي يهدد مستقبله السياسي إثر فشله في إنهاء العدوان وتحقيق أي من أهدافه لتحرير الأسرى والتخفيف من الخسائر التي تمنى بها قوات الاحتلال بشرياً وعسكرياً وارتفاع تكاليف الحرب وعدم قدرة نتنياهو على التحكم بوقفها.. كل ذلك زاد من مأزقه، وتصاعد حالة الارتباك لدى العدو سياسياً وعسكرياً ولدى العلاقة مع المستوطنين وفقدان ثقتهم بحكومتهم وبقوات الاحتلال وعدم تصديق إعلام العدو وما يقدمه من معلومات عن ميدان المعركة والقتال وتوجه المستوطنين نحو إعلام المقاومة وما يبثه من أخبار مدعومة بالصور والأفلام التي توثق مجريات المعارك على الأرض والصورة رغم كل محاولات العدو وحليفته الولايات المتحدة والغرب وتوظيفهم كل الإمكانات التقنية في خدمة العدو للتعتيم على حقائق الميدان وطمسها ونشر الأكاذيب الإسرائيلية التي لم يعد المستوطنون يصدقونها ويرفضون قبولها.
الملفت في الأمر هنا الموقف الأميركي المتلاعب الذي يحاول إعطاء تصور بأنه يريد وقف الحرب وخاصة، بعد تقديم مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة لمجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في غزة وحصل على موافقة المجلس، ثم نسمع عن تسريبات أميركية تأتي لتؤكد صحة التهديدات، التي يطلقها قادة العدو بشن عدوان ضد لبنان، يتوعدون من خلاله بالضرب بجنون ضد المقاومة اللبنانية.
يعتقد قادة العدو واهمين أن إشعال الجنوب اللبناني وتوسيع الجبهات ستخلصهم من مأزق الكيان والضغط على المقاومة والمنطقة لإجبارها على تنفيذ مطالبها.
لكن في حقيقة الأمر، لا يعلمون بأن مأزقهم سيتسع، وسينهارون أكثر فأكثر، فالمقاومة في غزة المحاصرة والتي تشن عليها أضخم أنواع الأسلحة والتكتيكات إلى جانب الدعم الكبير الذي يتلقاه العدو، رغم كل ذلك فشل العدو ولم يحقق أياً من أهدافه، لا بل تراجع وتصاعدت خسائره وتكاليف حربه.
كيف ذلك، وإن علم أن قدرات المقاومة في لبنان أصبحت كبيرة جداً، ومهما كان الدعم الأميركي للكيان الإسرائيلي لن يغير شيئاً، فالأوضاع تغيرت ولم تعد كما كانت، وهذا ما يتخوف منه ليس قادة العدو وإنما شريك الكيان، الولايات المتحدة أيضاً خاصة بعد تسعة أشهر من المأزق في غزة.
فما حال العدو وأميركا إذا اندلعت المعركة مع جبهة الإسناد القوية مع المقاومة اللبنانية.. بالتأكيد المرحلة المقبلة ستكون حبلى بالمفاجآت التي ستدور على الباغي والمعتدي والمحتل.. وأي تهور سيصيبهما؟!.

التالي