عبير علي
تقام مساء الخميس القادم في المركز الثقافي العربي بالميدان، «احتفالية» فنية وبصرية سمعية كُبرى تضم 80 فناناً وفنانة من مختلف الأجيال بعنوان «لقاء التشكيل بالموسيقا والباليه»، والتي تبدأ بفقرة رسم مباشر على المسرح للفنان عبد الله صالومة مع إيقاع الموسيقا وعزف كمال منيني على الفلوت، وتُقام بعدها عروض باليه لفرقة «الرين» للأطفال بإشراف الفنانة التشكيلية وعارضة الباليه والمدربة رينا علو، وهي أول فنانة في سورية تجمع بين التشكيل والباليه.
كما يفتتح معرض أرشيف أديب مخزوم الموسيقي والغنائي تحت عنوان «كنوز عباقرة النغم ـ المتحف المتنقل»، ومعرض «حوار الأجيال» بمشاركة أكثر من ثمانين اسماً من أجيال مختلفة «رواد ومخضرمين، شباب ويافعين»، ويرافق الافتتاح عزف مباشر من قبل العازفين غرام مدلل وليوناردو ديب «كمان»، هيا ضعون «تشيللو»، شهرزاد قاسم «عود»، وسيتم تكريم العازفين بإهداء كل منهم لوحة تعبر عن الآلة التي يعزف عليها، وقد قام برسم اللوحات المبدع مخزوم.
وفي تصريح لصحيفة الثورة تحدث منظم الاحتفالية الفنان والناقد التشكيلي والمؤرخ الموسيقي «أديب مخزوم» مؤكداً أن انفتاح الفن التشكيلي على مختلف الفنون «موسيقا، باليه، شعر..» من شأنه توطيد وتعزيز وتطوير تعبيرية اللوحة التشكيلية. يقول: جذور هذه المحاولات تعود إلى تجارب بتهوفن الذي تمنى لو كان للموسيقا قدرة الكلمة في التعبير عن أعماله، مما دفعه إلى الاستنجاد بقصيدة شيلر في سمفونيته التاسعة. وتمنى «فاجنر» لو أن الصوت يستطيع أن يوحي باللون أو يستطيع اللون أن يوحي بالصوت، ثم ظهرت محاولات دمج الفن الموسيقي مع الفن التشكيلي عبر تجارب كاندينسكي وبول كلي كمنطلق اختباري متماسك مع هواجس التعبير عن إيقاعات طراوة وحيوية موسيقا اللون وتقاسيمه المرئية المسموعة بالعين.
ويختم بالقول: ميدان الحداثة الابتكارية ما لبث أن اتسع كثيراً وأصبح يستعين كل فن بمعطيات فن آخر، فامتزج الشعر بالموسيقا، والمسرح بالسينما والقصة بالقصيدة، والرسم بالنحت، كمحاولة لكسر علاقة القطيعة القائمة بين الفن التشكيلي والجمهور، فالفن النخبوي حين يلتقي مع الفن الجماهيري، يصبح قادراً على توسيع قاعدته التذوقية.
