التّشكيلي صالح الخضر تربع على سدة الفنّ التجريدي

رفاه الدروبي
اتسمت أعمال الفنان صالح الخضر في معرضه الرابع بتقنيات متعددة تُغني سطح اللوحة، وتعطيها تأثيرات عدة، فتظهر الدسامة اللونية أحياناً، ويستخدم إلصاق تقنية الورق بطرق مختلفة في أخرى، ويعمل على دراسة الهرموني العام للوحة، ويدخل في تفاصيل العمل بطريقة تعبيرية وتجريدية في أخرى، لكن لم ينسَ أن يشعرنا بدفء وحميمية المكان، بطرق وأساليب مباشرة اختصرها الفنان التشكيلي محمود جوابرة بكلمات قليلة لكنها تُعبِّر عن معنى كبير بأنَّه تربَّع على سُدَّة الفن التجريدي في معرض ضمَّ ٢٣ لوحة عرضها في صالة المركز الوطني للفنون البصرية.
التشكيلي صالح الخضر بيَّن أنَّه قدَّم تجربة بصرية جديدة تختلف عن معارضه السابقة، تجسَّدت في ٢٣ لوحة، استخدم فيها خامة جامدة بالمفهوم العام، ويُمكن أن تكون مادة فيها روح، لأنَّها تحمل ذاكرة الطبيعة من خلال استخدامه الورق بما تحتويه من شجر أو تراب عالجها من ذاكرته البصرية أو الفكرية، كي يكون فيها إحساس أكثر بهدف المحافظة على البيئة، لافتاً إلى أنَّ الفن التجريدي يُعتبر نصَّاً بصرياً يُوصل رسالة مباشرة لأنَّ اللوحة تكون مفتوحة للمتلقي فكلّ شخص يراها حسب مخزونه وصوره وأفكاره، مُستخدماً ألواناً ترابية ورمادية قريبة من لون الأرض والبيئة رسمها بتقنية «الكولاج» حيث حوَّل الورق إلى معجون ووظَّفها على سطح اللوحة.
مدير المركز الوطني للفنون البصرية غياث الأخرس أشار إلى أنَّه تمَّ عرض لوحات الخضر لأنَّها قدَّمت فناً وأسلوباً مختلفاً عن بقية الفنانين المتَّسمين بطريقة واقعية تضمُّ أشخاصاً ومناظر طبيعية؛ لكنّه أنتج فناً صعباً باستخدمه طبقات متراكمة فوق بعضها البعض من الورق أعطى جمالاً للوحة، منوِّهاً بأنَّ المركز أُنشئ أثناء الحرب السورية، كي يرفع قيمة الفن رغم أنَّ اللوحات التشكيلية المعروضة في الصالات المُتعدِّدة تُباع بمبالغ زهيدة في القطر؛ بينما ترتفع قيمتها أضعافاً في أسواق الدول المجاورة حيث يقدِّم المركز الأدوات اللازمة ويعقد النقاشات والحوارات لطلاب الفنون الجميلة، مُنوِّهاً إلى أنَّه استقبل حوالي ٨٣ نائباً من بلدان أوروبية مختلفة لما يحمله المركز من قيمة مُضافة في الفن.
ولفت التشكيلي الدكتور سائد سلوم إلى أنَّ الفنان صالح استخدم تقنيات متعددة وبطرق مختلفة مثل «الكولاج»، باستعماله الورق مباشرةً، مُستفيداً منه كطبقات لونية وأماكن أخرى في اللوحة، إذ لجأ الفنان إلى عجن الورق بهدف الحصول على ملمس جديد من خلال توزيعه على سطح اللوحة ما يؤدِّي إلى إغنائها، وعدم الخروج من جو الهرموني العام، كما يوجد محاولات عالية المستوى للبحث عن حالات تجريدية في مساحات نابضة بالإحساس والمشاعر الدافئة. وتبدو محاولة انطلاق من واقع إلى آخر أو الانفلات من المحسوس إلى المعكوس، ووصفها بأنَّها تجربة جميلة جداً، وخاصة التوزيع اللوني بحيث سيطر على المجموعة اللونية المتطابقة مع الحالة الفكرية عندما يشير لها ويحاول إعادتها للبيئة والحياة باستخدام المادة الخام كي يحصل على قيمة جمالية ليخلصها من قيمتها النفسية الأساسية مادة الورق سواء أكانت من المجلات أم الجرائد.
كما رأت الفنانة فاطمة إسبر أنَّ لوحاته لفتت نظرها منذ معرضه السابق في صالة فاتح المدرس ومتابعتها لمعرضه الحالي تشعر المتلقي أنَّ الحلم بدأ يتحقق، فالفن من وجهة نظرها اختراق للواقع، وكشف أشياء جديدة بحيث يضعنا الخضر أمام عوالم نتفاجأ بها، وكأنَّنا نشرب فنجان قهوة أو نتسامر مع الجيران وسط أجواء حياتية بسيطة، مُبيِّنةً أنَّ مضمون اللوحات تشعُّ منها قصائد شعرية فيها تناغم وموسيقا لا إعادة إلا من عالمه الخاص ولا استعادة إلا من ثقافته الفكرية ولا استعارة.
بدورها نائب رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين في القطر لينا ديب أشارت إلى وجود خصوصيَّة متفرِّدة في معرض يضمُّ أعمالاً تحتوي عمقاً وجدانياً لطرح المساحة والتوزيع اللوني ضمن هيكيلية اللوحة فيشدُّك التباين بين المساحات والهدوء اللوني؛ والتضاد بين الألوان، إضافةً إلى استخدامه بعض الخطوط دبَّجها بقلم الفحم ما أعطى نوعاً من الحركة والإيقاع أضفى جمالاً على اللوحة، لافتةً إلى أنَّ جمالية اللوحة تجعل المتلقي يُصاب بالحيرة حول وجود موضوع وتقنية التجريد المناسبين للمكان، والمُضافين ليكونا جزءاً من الديكور كي يبثَّ الفنان روح الفرح والمحبة بالنفس أثناء مشاهدة اللوحة، ويشعر بالابتهاج دون الدخول بعمق الفكرة، والمطلوب من الفن شدّ المتلقي، وعدم طرح قضية أو قصة إنَّما التعبير عن إحساس مرهف بعمق نفس الفنان.

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة