الملحق الثقافي-ديب علي حسن:
يشكل المصطلح أو المفهوم الركيزة الأساس لأي نقاش فكري يهدف الوصول إلى نتائج على أرض الواقع من خلال تمازج الآراء ووصولها إلى نقاط التقاء.
وما من قضية في الفكرالعربي أثارت النقاش أكثر من الموقف من التراث.
ولا نأتي بجديد اذا استعرضنا ثلاثة مواقف معروفة ..الأول :الرفض المطلق لكلّ ما فيه .
والثاني: الأخذ به بعجره وبجره بكلّ ما فيها وعدم المساس أو الاقتراب منه ولا بأي نقاش ..
الموقف الثالث :الوسط أن نأخذ ما يناسبنا منه ونترك ما لا يناسبنا ..
ربما كان ما نتركه مهماً في مرحلة زمنية معينة لكنه الآن ليس مناسباً أبداً
كثير من المفكرين العرب خاضوا نقاشاً عميقاً حول التراث من محمد عابد الجابري إلى طيب تيزيني إلى عبدالله عبد الدائم وعبد الإله بلقزيز ومحمد اركون وغيرهم.
الآن يعود النقاش من جديد من خلال مصطلحات ليست بريئة أبداً ( قطيعة معرفية) .
ماذا تعني القطيعة المعرفية مع جذورك وتاريخك وكلّ ما أنت من ثماره ؟
كيف ستكون أغصان لشجرة بلا جذع ؟
مصطلح القطيعة الذي يتم تداوله يذهب إلى حد التطرف في الطرح ..اقطع معرفتك بلغتك وثقافتك وابدا من جديد ماذا يعني هذا ..
الا يعني أنك في بيئة وثقافة وعالم آخر غير الذي تتحدث عنه .؟
لا أحد يرى التراث مقدساً بكلّ ما فيه أبداً
.ترى ماذا لو جيل من الأجيال طبق هذا المصطلح وكانت القطيعة ..؟
مجرد سؤال عن مصطلح قد لا يكون بريئاً …
العدد 1196 –9 -7-2024