الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
تشكل “السرديات التوراتية” محاولات صهيونية لتشويه الحقائق التاريخية وخداع العالم بالإدعاءات الكاذبة التي روّجها الصهاينة لاحتلال واغتصاب فلسطين.. وكان من بين الذين تصدوا لمثل هذه الأكاذيب والافتراءات كثير من المفكرين والباحثين العرب من أبرزهم الباحث والمفكر العراقي فاضل الربيعي الذي استضافته اليوم جامعة دمشق، وألقى محاضرة بعنوان “نقد السرديات التوراتية” تلبية لدعوة من قسم الفلسفة بكلية الآداب بالجامعة، وبحضور نخبة من المفكرين وأساتذة الجامعة والباحثين والإعلاميين في قاعة المؤتمرات بالكلية.في محاضرته، كشف الدكتور فاضل الربيعي عن حقائق ومعلومات من واقع شواهد تاريخية تفيد أن اليمن هو مسرح للعديد من الأحداث التي ورد ذكرها في التوراة، وأن هناك سرديات كاذبة هيمنت على عقولنا واستكملت هيمنتها من العقل إلى الأرض.
وأشار الربيعي في المحاضرة إلى أن هناك ثلاث تقنيات هيمنت على السرد، هي: سردية تكرس مفهوم فكرة البطولة، وسردية تقنية القداسة، وسردية تقنية احتكار الفاجعة، وقال: إن السرديات التوراتية السائدة والمهيمنة على التاريخ الرسمي للمنطقة العربية والعالم بأسره تأسست على احتكار الفاجعة، وأن الضحية اليهودية هي ضحية فريدة واستثنائية في عذابها التاريخي، وأكد أن كل ما كتب في المؤلفات التاريخية الأجنبية والعربية هو من تلفيق القراءة الاستشراقية للتوراة.ونوه الدكتور الربيعي بأن السرديات التوراتية السائدة، والمهيمنة على التاريخ الرسمي تأسسّت في المنطقة العربية (والعالم بأسره) على (احتكار الفاجعة). أي احتكار الحق في تصوير الضحية لنفسها.
وتضمنت المحاضرة تصوراً بديلاً للسرديات الاستشراقية السائدة، وكيفية إعادة بناء الرواية التاريخية وتشذيبها، وتناقش فكرة التصورات المغلوطة وتقدم بديلاً عنها وتبين أخطاء المستشرقين اللاهوتيين عن تاريخ المنطقة العربية.
وأكد الدكتور الربيعي على ضرورة كسر احتكار الرواية التوراتية السائدة والمهيمنة على السرد التاريخي، بإعادة وضعها في إطارها الصحيح بوصفها حادثاً تاريخياً مؤكداً، تعرضت له القبائل العربية البائدة، ومن ضمنها قبيلة عربية تدعى بني إسرائيل، كانت تدين بدين اليهودية في اليمن. وهذه القبائل مجتمعة لا اليهود وحدهم، كانت ضحية أعمال اضطهاد مأسوية وقعت على أيدي الآشوريين. ولكن، بمقدار نقدنا للقراءة الاستشراقية ( الغربية) يتعيّن علينا الاعتراف، بحقيقة أن المصادر العربية والإسلامية المتأخرة، تستحق نقداً لاذعاً وحتى رفضاً تاماً لمنطوقها ومضمونها.
ودعا الدكتور الربيعي إلى ضرورة الفهم الحقيقي للنص الأصلي ومعرفة دقيقة للغة الذي كتب به وأن يكون الباحث ملماً بتاريخ وجغرافية المنطقة نظراً لما تضمنته السرديات التوراتية من مغالطات وتشويهات للحقائق.
وجرى في نهاية المحاضرة حوار بين المحاضر وعدد من الباحثين والمفكرين الذين قدموا رؤاهم وتصوراتهم حول الموضوع ذاته.
