الملحق الثقافي- رجاء علي:
أنا وتلك الموسيقا يا حبيبي
وذكريات تبعد وكأنها ما كانت
ولحظات تمرّ عليّ كحدّ السيف
وحرٌّ في الجو لا يرحم
يلوّح لو تأفّفنا منه بشتاءٍ حزين
أنا وهذه الموسيقا الوداعيّة
على مفترق لقاء ووداع
وبسمة عابرة تلاقح الحاضر المشارف على الخراب
أنا وهذه الموسيقا
وبعدك عني
وزمن يبدأ بالانهيار
أرواح الموتى تنهض لتؤنسني
من دون لهفة للقاء
ولكن هذا اليوم المترف صباحاً بالأنين
وحبّ الانتحار على أصداء الأصدقاء الحيارى
انتحار من نوع آخر
أقسى مما نعرفه
جاء غراب
ووقف ببابي
أشحت عنه
لكنه ألقى رسالة
ترددت أن أفتحها…
كان فيها بشائر عودة لحياة بسلام
وهذه الموسيقا التي أسمعها
تحوّلت نغمتها من «مهراب وداع»
إلى ذكرى عنقاء
الحياة مخلوق غريب
نحبها تكرهنا
نكرهها تقرّبنا
روحها الموسيقا
جناحها الشقاء
أحزانها أطياف من ملائكة
تبكي معنا لو اشتدت الجراح
وتعدنا بحميل صفاء
العدد 1200– 6-8-2024