الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
لم تكن الرواية يومًا ما تهويمات خيال وأحداثًا من غير جذور واقعية طبعًا لا نعني هنا روايات الخيال العلمي.
إنما الرواية بمفهومها العام، ولهذا نجد أن أكثر الروايات انتشارًا وخلودًا تلك التي كان حبرها وأحداثها من الحياة نذكر بالروايات السوفييتية و روايات أرنست همنغواي التي استلهم أحداثها من تجاربه في الحياة وتغطيته للحرب في اسبانيا.
ونذكر بنجيب محفوظ وما قاله عن مصدر أحداث رواياته من أنه المجتمع المصري الذي عليه بكل ما فيه.
ولن نذهب بعيدًا عن شيخ الروائيين السوريين بل العرب حنا مينة وحياته الاجتماعية الحافلة بالعمل والتجارب.
اليوم نفتح نقاشًا عن المشهد الروائي السوري المعاصر ولا سيما الذي يتناول الحرب العدوانية على سورية، صحيح أن عشرات الروايات صدرت في هذا المنحى.
ولكن الحدث كبير وكبير جدًا ويمكن أن يكون زادًا لأجيال وأجيال.
ثمة روايات متميزة صدرت في هذا المنحى …طابقان في عدرا العمالية ووصايا من مشفى المجانين لصفوان إبراهيم ..وطفح أنثوي لليزا خضر والحاجز ٤٨ لنصر محسن ..ولن ننسى مدونة الحرب التي صدرت بعض أعمالها عن الهيئة العامة للكتاب وكذلك أصدر اتحاد الكتاب العرب سلسلة مدونات عن الحرب وشهادات ووثائق إبداعية ..وعلى تلة البربهان لرجاء شعبان وغيرهما الكثير الكثير من الروايات لاسيما ما أنجزه هزوان الوز وحسن حميد في الفترة الأخيرة.
ومع هذا كله مازال حبر الروائيين مقصرًا فالأحداث الكبرى تحتاج أو تستدعي وتستلهم إبداعًا كبيرًا تحقق جزء منه ومازال في جعبة المبدعين الكثير نأمل ألا يجف الحبر ونقول لقد اكتفينا بما كتب.
العدد 1200– 6-8-2024