الثورة- مها دياب:
مع بداية العام الدراسي الجديد تبدأ الاستعدادات في كل بيت للعودة إلى المدارس بعد انتهاء إجازة صيفية طويلة كانت مليئة بالمرح والتسلية والألعاب والسفر والاجتماعات العائلية، وتبدأ تساؤلات الأهل عن كيفية إعداد أطفالهم للعودة إلى المدارس بعد هذه الإجازة الصيفية الطويلة، فغالباً ما يعتاد الأطفال أثناءها على السهر وعدم الالتزام، الأمر الذي يجعل الأهل أمام صعوبة إعادتهم للالتزام بمواعيد نومهم واستيقاظهم، والأهم من ذلك تأهيلهم النفسي والاجتماعي، ومحاولة إزالة أي خوف أو توتر للعودة إلى المدرسة من قبل أبنائهم.
دور الأهل
الموجهة التربوية في مديرية تربية دمشق الأستاذة وصال العلي أشارت في حديثها لـ «الثورة» إلى أهمية دور الأهل في تحضير الأبناء وتشجيعهم على تنميه وبناء شخصيتهم وفي تكوينهم الاجتماعي، ومع بدء العد التنازلي لعودتهم إلى المدارس يبدأ دورهم الفعال في التحضير والتأهيل النفسي والجسدي لهم، انطلاقاً من عدة أمور منها البدء بالحديث معهم عن الدور الإيجابي والفعال للمدرسة في حياتهم، وأنها ليست مكاناً للتعليم فقط وإنما لممارسه الأنشطة المتنوعة لتنميه مواهبهم وميولهم، كممارسه الرياضة وتنميه الموسيقا وتنميه مهارة القراءة أيضاًَ، والأهم لقاء الأقران وتكوين الكثير من الصداقات التي ربما تمتد طوال عمرهم.
خطوات التأهيل
وتابعت حديثها بأنه أثناء العطلة الصيفية الطويلة يعتاد الأطفال على الاسترخاء واللعب والخروج والسهر، ما يجعل العودة إلى روتين المدرسة مهمة صعبة ومقلقة للأهل، وهنا يجب اتباع الخطوات والنصائح من قبل الأهل لمحاولة تحسين كل تلك الأمور..
في المقدمة، والأهم تشجيع وتعويد الأبناء بالتدريج على النوم الباكر والاستيقاظ الباكر قبل أسبوعين على الأقل من بداية العام الدراسي.. اصطحابهم من أجل اختيار وشراء أدواتهم المدرسية.. التقليل من مشاهدة التلفاز وتقليل وقت استخدامهم للجوالات والألعاب الإلكترونية.. تنظيم الحياة اليومية لهم من خلال تعويدهم الاعتماد على أنفسهم كأن يلبس لوحده وكيف يذهب إلى الحمام لوحده، والأهم التوعية الصحية والاهتمام بالصحة الجسدية والغذاء الصحي والنظافة الشخصية.
إضافة لتامين البيئة التعليمية المناسبة، وتحفيزهم بعبارات تبعد عنهم التوتر والقلق وتشعرهم بالراحة النفسية لاستقبال يومهم الدراسي الأول بسعادة ونشاط، خاصة أطفال الصف الأول الابتدائي.. وبالتالي على الأهل التمتع بالصبر والحكمة أثناء اتباع هذه الخطوات حتى لا يتسبب بنتائج عكسية ويصبح هناك نفور من المدرسة بدلاً من السعادة للعودة إليها، خاصة مع وجود الكثير من الأبناء العنيدة.
التأهيل السلوكي
العلي أكدت على ضرورة تعليم الأبناء بعض السلوكيات التي تساعده في اليوم الأول في المدرسة منها: مهارة التعامل مع الآخرين خارج المنزل بمحبة، واحترام حتى يستطيعوا التواصل الهادئ والفعال مع زملائهم بالدراسة من دون أي مشكلات.
تعليمهم بأن هناك مواعيد الآن في كثير من الأشياء ولا بد من احترامها، كالبدء بالالتزام بمواعيد للأكل، والاستراحة ومواعيد لجلوس العائلة معاً، وإيصال معنى كلمة مواعيد في المدرسة الذهاب والانصراف والفرصة.. أي تعليمه أنه يجب احترام المعلم والاستماع لما يقوله، فالانطباع الأول يدوم لفترة طويلة، لذلك يجب تعليمهم على النظافة والاحترام ومعاملة الآخرين بمحبة ولطف.
كما يجب تجهيز الطفل بكل ما سيحتاجه في يومه الدراسي من أدوات، وطعام، وشراب، وحلوى، حتى لا يلجأ لأغراض الأطفال الآخرين، والتأكيد عليه أن لا علاقة له بما يمتلكه الآخرون وألا يأخذ شيئاً لا يخصه، فالتعاون مع الآخرين من الأمور التي سيختبرها كثيراً في يومه، سواء في الألعاب أم في أثناء الدراسة، فيجب أن يفهم أنه سيكون له أصدقاء تجمعهم أشياء مشتركة في المدرسة.
أول يوم في المدرسة
وبينت العلي أن استقبال الطلاب وتشجيعهم من قبل المدرسة في أول يوم لهم مهم جداً بأن يكون يوماً مميزاً مفعماً بالنشاطات والمرح واللعب، الأمر الذي يشجعهم على الرغبة بالدراسة، واعتبار المدرسة بيتهم الثاني، فاليوم الأول له أهميه كبيرة بالنسبة لهم إذ ينطبع بذاكرتهم طوال العام ويحدد مسيرة حياتهم الشخصية والاجتماعية والتعليمية.
وأكدت على ضرورة كسر الجليد من قبل المعلم بأن يعرف على نفسه أولاً بمرح وابتسامة ومن ثم خلق أحاديث وحوارات معهم من خلال التعرف على الطلاب وهوايتهم، وماذا يحبون أن يكونوا بالمستقبل من خلال استراتيجيات التعارف المشوقة، أيضاً من خلال التقاط الصور معهم، الأمر الذي يعطي الألفة والمحبة بينهم.
مع توفير الأدوات التي يحتاج إليها التلاميد والحديث عن أهمية العلم لهم وخلق الحلم وهدف الوصول إليه مستقبلاً ما يزيد ثقتهم بنفسهم ويعطيهم حافزاً للحب والتعلم، أيضاً من خلال ترتيب وتنظيم الصف وتزيين الجدران بالرسوم الملونة لتجعلها جذابة للطفل، ومن خلال توزيع الطلاب على المقاعد وإعطائهم الأرقام للدخول والخروج، فهذه الأشياء البسيطة لها وقع خاص بالنسبة لهم تجعل البيئة المدرسية مشجعة ومشوقة للتعلم.