الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
ربما علينا طرح السؤال التالي في هذا الجحيم العلمي الذي يعيشه كوكب الأرض: هل يحدث ذلك لأن الفكر الفلسفي احتضر وليس على هذا الكوكب فلاسفة حقيقيون..؟
وبالتالي هل ثمة جدلية بين الفلسفة والفن وكيف؟
سؤال مهم طرحه المفكر السوري الراحل أحمد حيدر في كتابه المهم جداً (الخروج من الاستلاب) الصادر عن وزارة الثقافة السورية. ويقتبس من هنري برغسون قوله عن الفن (فالرؤية الفنية تتجرع موضوعها وتدخل في حوار معه كما أن الإدراك في الفينوموجيا يلعق موضوعه لعقاً).
وهذه الرؤية قائمة على التعالي أي قائمة على تحول في الموقف من العالم.
فهو بالنسبة للفنان لم يعد عالم المشاغل والاهتمامات ولكنه عالم الرؤية التي تمنحنا الحدس.
إن لحظة الرؤية هي اللحظة الأساسية في الفن والميتافيزيقا على السواء ..
وبالتالي يقرر حيدر : الفن ليس رؤية محايدة للواقع وليس التفرج المجاني اللامبالي عليه …فنظرة الفنان لا تنزلق على سطح الأشياء بضرب من المتعة الجمالية العابرة، ولكنها نظرة العلاقة الصميمية مع الموضوع إنها مشحونة بالانفعال بالتعاطف أو المشاركة الوجدانية.
العدد 1204 –10 -9 -2024