الثورة – متابعة إخلاص علي:
وقع المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” والمعهد الوطني للزراعات الكبرى في تونس، مذكرة تفاهم للتعاون العلمي والفني بين الطرفين للاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية المتجدَّدة في المناطق الجافة وشبه الجافة، واستنباط أصناف من المحاصيل أعلى إنتاجية وأكثر تحملاً لملوحة التربة والمياه.
مدير عام “أكساد” الدكتور نصر الدين العبيد تحدث في تصريحات صحفية أن مذكرة التفاهم لتعزيز وتطوير التعاون العلمي والفني والتقني بين الطرفين في المجالات ذات الاهتمام المشترك، لتحقيق الاستفادة القصوى من التقدم العلمي والتقنيات الحيوية، وأعلى إنتاجية والتخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ والحد من تأثير ارتفاع معدلات التصحر.
وأضاف: إن التعاون المشترك يستهدف تطبيق الإدارة السليمة للموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة وتطوير القدرات الفنية، وتوظيفها لخدمة القطاع الزراعي وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة في الوطن العربي، والتأسيس لشراكة بحثية متطورة بينهما لخدمة الأمن الغذائي العربي.
وأوضح مدير “أكساد”، أن مجالات التعاون المشترك تشمل البحث العلمي بإقامة أبحاث علمية مشتركة وتعزيز تعاونهما العلمي في مجالات استنباط الأصناف المحسنة ذات الكفاءة الإنتاجية المرتفعة والمتحملة للجفاف، وذات الكفاءة العالية في استعمال المياه والأسمدة المعدنية لمحاصيل الحبوب الشتوية الصغيرة مثل القمح الطري، والقاسي، والشعير ثنائي وسداسي الصفوف.
وأشار إلى التعاون في مجالات الاستخدامات المثلى للمياه والأراضي والإدارة المتكاملة للمياه والمحافظة على الموارد الوراثية ذات التحمل المرتفع للجفاف والإجهادات البيئية والملوحة وتحسين إنتاج المحاصيل والأشجار المثمرة.
وبين أن رفع كفاءة الموارد المائية والأرضية يتم من خلال الاستفادة من التقنيات الحيوية، لزيادة إنتاجية المحاصيل الحقلية والبستانية في ظل ما يشهده العالم من تأثير حاد لظاهرة تغير المناخ وضعف سلسلة الإمدادات للحبوب بسبب الصراعات والحروب.
ولفت الدكتور العبيد إلى التعاون مع معهد الزراعات الكبرى التونسي يشمل تحسين إنتاجية المجترات الصغيرة من الماعز والأغنام والإبل بالاستفادة من التقنيات الحيوية والممارسات الزراعة المبتكرة والذكية مناخياً لتحسين مقدرة النظم الزراعية التكيفية، والمحافظة على ثبات الإنتاجية في ظل التغيرات المناخية، مشيراً إلى إقامة أبحاث علمية ذات بعد إقليمي بالتعاون مع عدة دول عربية وبذل الجهود لتأمين التمويل اللازم لها.
ونبه إلى الاستفادة من الإمكانيات والخبرات والبنى التحتية من معامل ومحطات بحثية متوفرة لدى كل منهما وتبادل المعلومات والبحوث والدراسات الخاصة بالبحوث التطبيقية لتحسين الإنتاجية الزراعية والاستدامة في البيئات الهامشية والجافة والمالحة، مشيراً إلى ضرورة التعامل مع المشاكل البيئية والتصحر والتنوع البيولوجي، والتغيرات المناخية، والأمن الغذائي والمائي والبيئي، وتوظيف نتائج الأبحاث والدراسات للمساهمة في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة لصالح الدول العربية.
من جانبه قال الدكتور طارق الجراحي مدير المعهد الوطني للزراعات الكبرى في تونس: إن المعهد هو مؤسسة عمومية، في إطار وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، لإنجاز الدراسات اللازمة حول قطاع الزراعات الكبرى وضبط جدوى التقنيات والطرق الزراعية الملائمة لزراعة الحبوب المروية لتحقيق أعلى إنتاجية خاصة إنه معهد تطبيقي يكثف البحوث في المجال التطبيقي لخدمة القطاع الزراعي.
وأضاف: إن المعهد يعمل على القيام بالتجارب التطبيقية الحقلية الخاصة بتسجيل أصناف الحبوب ومختلف المبيدات التي تهم إنتاج وخزن الحبوب، وتنظيم الدورات التكوينية للمنتجين والفنيين العاملين بالقطاع.
وشدد الدكتور الجراحي على أهمية التركيز على احتياجات القطاع بجميع هياكله في مجال الزراعة الكبرى لتحسين إنتاجية وجودة الزراعة الكبرى أو ما يطلق عليها زراعة المحاصيل الإستراتيجية الغذائية، مما يساهم في تطور القطاع.
يأتي ذلك في إطار الجولة التي يقوم بها الدكتور العبيد، إلى تونس بمشاركة 12 باحثاً من المتخصصين في مختلف فروع مشروعات “أكساد” من الحبوب والثروة الحيوانية والنخيل وإنتاج الزيتون دعماً للتعاون بين الدول العربية لتحقيق الأمن الغذائي العربي.
وتستهدف منظمة “أكساد”، الاستفادة من الخبرات العربية كبيت خبرة عربي لرفع كفاءة الباحثين في مجالات العلوم التطبيقية لتحقيق التنمية المستدامة بالدول العربية ومكافحة التصحر، والحد من مخاطر التغيرات المناخية على القطاع الزراعي، مع تفعيل التعاون المشترك بين مختلف المراكز البحثية العلمية في القطاع الزراعي بمختلف الدول العربية.