الثورة – متابعة ميساء العلي:
تتجه الأنظار في اليابان نحو الهجرة والذكاء الاصطناعي لحل مشكلة تزايد نسبة كبار السن فهل يمكن أن يساهم هذان الحلان في سد الفجوة في سوق العمل الياباني؟
وهل ستنجح الروبوتات في استبدال القوى العاملة البشرية، خاصة في ظل المخاوف من الآثار الاجتماعية والاقتصادية المترتبة على ذلك؟.
وبحسب الأرقام فإن عدد سكان اليابان الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً ارتفع إلى أكثر من 36 مليوناً وهذا التحول الديموغرافي الحاد يهدد بعرقلة عجلة الاقتصاد الياباني، وخصوصاً مع تزايد أزمة نقص العمالة، فهل تستطيع اليابان، التي لطالما كانت رمزاً للصناعة والتكنولوجيا، أن تجد مخرجاً من هذا المأزق؟
وفي استطلاع تم إجراؤه الشهر الماضي في اليابان أظهر أن 51 بالمئة من الشركات تشعر بوجود نقص في الموظفين بدوام كامل، وفي الوقت نفسه، شهد عام 2023 ارتفاع عدد العمال اليابانيين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر للعام العشرين على التوالي ليصل إلى رقم قياسي بلغ 9.14 ملايين، وفقاً لبيانات مكتب الإحصاء.
ومن المتوقع أن تستمر نسبة كبار السن في اليابان في الارتفاع، لتصل إلى 34.8 بالمئة في عام 2040، وفقاً لبيانات المعهد الوطني لبحوث السكان والضمان الاجتماعي، في حين قدرت مذكرة بحثية حديثة أنه بناءً على الاتجاهات الديموغرافية السابقة، قد ينخفض إجمالي القوة العاملة من حوالي 69.3 مليون في عام 2023 إلى حوالي 49.1 مليون في عام 2050.
في سياق متصل فإن زيادة معدلات المواليد لن تفعل الكثير لحل نقص العمالة في الأمد القريب لذلك، كانت اليابان منفتحة بشكل مطرد على المزيد من الهجرة على مدى السنوات الأخيرة، ووصلت إلى رقم قياسي يبلغ 2 مليون عامل أجنبي في عام 2024 وتتطلع إلى ما يصل إلى 800 ألف آخرين على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وبحسب كارلوس كازانوفا أحد خبراء الاقتصاد في آسيا بنك فإن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي غالباً ما يُستشهد بها كحل للأزمة الديموغرافية في اليابان، ولكنها لم تفعل حتى الآن الكثير للتخفيف منها مضيفاً أنه يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي جزءاً من الحل، ولكن هناك أشياء أخرى يجب عليهم القيام بها”، فإضافة إلى الهجرة، تعمل البلاد على التغييرات الاجتماعية والبنيوية مثل زيادة معدل مشاركة القوى العاملة من الإناث.
وتراهن اليابان على التكنولوجيا والهجرة مع تفاقم أزمة العمالة في مواجهة انخفاض معدل المواليد وشيخوخة السكان، وتأمل أن يساعد الجمع بين التكنولوجيا والهجرة في تخفيف النقص الحاد في العمال من خلال زيادة استيعاب التقنيات المتقدمة، وهو المجال الذي تظل فيه اليابان رائدة عالمية، بما في ذلك الأتمتة والروبوتات، والأكثر وعداً، الذكاء الاصطناعي والذي من شأنه أن يقلل من الحاجة إلى العمال ويخفض تكاليف أجور الشركات.
السابق