من رأى مقاطع التفجيرات لأجهزة الاتصالات في لبنان أدرك كم هو جبان هذا الاستهداف، رأينا من انفجرت بهم أجهزة الاتصال وهم يتسوقون، أو من هم في بيوتهم بين أطفالهم، ومنهم من كان في الشارع وسط الزحمة، وهنا يظهر أن الاحتلال أراد قتل أكبر عدد من الناس لمجرد أنه توهم أن شيئاً ما قد يغير معادلة الواقع وحركة الفشل المتصاعدة لقواته في الميدان العسكري.
العدوان الإلكتروني الإسرائيلي على لبنان لم يحقق أي تأثير استراتيجي، فلم يتغيّر التوازن العسكري في الميدان، لا في غزة ولا عند الحدود اللبنانية الفلسطينية في الشمال، وأكبر دليل على ذلك استمرار العمليات ضد الاحتلال.
العدوان الذي تجاوز كل الخطوط الحمر عبر تفجير أجهزة اتصالات من نوع “بايجر” و”إيكوم ” لم يغيّر من كم الإحباط الموجود لدى الإسرائيليين من مستوطنين وعسكريين، فهذا الشعور لايزال قائماً، ولا تزال المقاومة تمسك بخيوط اللعبة وتديرها على الحدود الشمالية، وتمنع عشرات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين من العودة.
ودائماً تخرج الأصوات من الداخل الصهيوني لتؤكد حجم الفشل في سير تكتيكات الاحتلال حيث اعترف ضباط من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بعدم تأثير العدوان الإلكتروني الإسرائيلي على نشاط المقاومة، وبقي عناصرها في ساحة القتال، فامتلاك كيانهم قدرات كبيرة لا يشكّل استراتيجية لهم وهذا باعترافهم.
العدوان الأرعن والجبان كان بمنزلة عرض للبراعة التكنولوجية التي تتمتع بها “إسرائيل”، إلا أنّ هذا الأمر لم يغيّر من معادلة الهزيمة النفسية التي تسكن قلب الإسرائيليين، وهذا الشعور لايزال قائماً، ويحث المستوطنين على الطلب من حكومة احتلالهم وقف الحرب على غزة، وإنجاز صفقة تبادل الأسرى، وشتم رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو الذي يعرقل كل خطوة لبلوغ ذلك.
ميري إيسين، وهي ضابطة برتبة كبيرة في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أقرت بعدم تأثير العدوان الإلكتروني الإسرائيلي على نشاط المقاومة، فالوضع على ما هو عليه ولم ولن يتحرّك من ساحة القتال أي عنصر من المقاومة في فلسطين ولبنان بسبب ذلك، وامتلاك “إسرائيل” قدرات كبيرة لا يشكّل استراتيجية.
منهل إبراهيم