الثورة – آنا عزيز الخضر:
يبقى للفن قدرته الطاغية على تسليط الضوء على الحقائق، خصوصاً عندما يمتلك أدواته ومغرداته المتقنة المطلوبة، ويستثمر المعطيات الدقيقة لكشف الحقيقة أمام الكون، وإيصال الرسالة المأمولة للدفاع عن القضايا العادلة، وهل هناك قضية محقة أكثر من القضية الفلسطينية؟ وهل هناك أهم من تسليط الضوء على ما يعانيه الفلسطينيون من قتل ودمار وخراب لديارهم وتشريد وجوع ومأساة، لكشف ما يدّعيه الاحتلال من أكاذيب لفضح جرائمه..
هذا ماركز عليه الفيلم الوثائقي، الذي عرض مؤخراً في المركز الثقافي الروسي بدمشق، فقد اعتمد الفيلم “غزة لتكن الحكاية” إخراج هشام فرعون على رصد ما قام به الكيان الصهيوني من قتل للأبرياء وقتل للمثقفين والأدباء والفنانين، وسرقه الآثار في محاولات قذرة لسرقة الثقافة وطمس الهوية، إنهم قتلة لكل شيء، ومجرمون في كل جانب.
حول الفيلم تحدث المخرج هشام فرعون لـ”الثورة” قائلاً: “غزة لتكن حكاية” فيلم وثائقي يناقش قضية استهداف الكيان الصهيوني للثقافة في غزة، ومن خلفها الهدف الأعلى لهذا الكيان، وهو طمس آثار حضارتنا العربية في المنطقة ككل، فقد لاحظنا أن الحرب على غزة مرت بمراحل، وكأنها خطة مدروسة أولا بدأ المحتل باستهداف الأطفال والأمهات، وكأنه يريد محو أي شهادة أو ذاكرة قد تنقل إجرامه للأجيال القادمة، ثم أخذ الاعتداء في مرحلة أخرى، وهي استهداف الإرث الثقافي والأشخاص المثقفين القادرين على نقل حقيقته الإجرامية بمحاولة لطمس كل معالم حضارتنا العريقة من خلال تدمير وسرقة آثارنا الفنية والأدبية، وكأنهم يريدون فرض أمر واقع بخلق جيل فلسطيني جديد ،لا يعرف أنهم محتلون وقتلة، ويخططون لجعل الجيل القادم يولد ويعيش بوجودهم، دون أن يعلم حقيقتهم الإجرامية،
واستشهد برواية غسان كنفاني “عائد الى حيفا”، كيف أن الطفل الفلسطيني المتروك في منزله بفلسطين أثناء النكبة، قد اختار البقاء، ورفض العودة إلى أهله الحقيقيين، لذلك صنعنا هذا الفيلم ليكون وثيقة لجيل المستقبل، يشهد على العدوان ويوثق ويعيد الحياة لما دمره المحتل.
الفيلم من إنتاج اتحاد الكتاب العرب.