الثورة – علاء الدين محمد:
يمكن قراءة موقف الفنان التشكيلي عمار الشوا من الفن بالجملة التي اختارها على ملفه الشخصي (نريد تكريس الفن ليكون حياة وزمن وجود)، ومن هذا القول يمكننا أن نستنتج أن الفن دلالة على وجود الفنان، كقوة تؤثر في الواقع، وتساهم في صنع المستقبل.
الفن بالنسبة للفنان الشوا، نافذة للتعبير عن أن أحدا يشاركه الحياة، وأن زمنا موجودا يشهد على ذلك يستحضر مقولات الفيلسوف الألماني هيدغر (الآن وهنا) أي الزمان وهي ثنائية الوجود والزمن، كما يستحضر مقولات نيتشن، في تغيير المكان في الزمن، والفن هو بعد أساسي من أبعاد الآن وهنا أو الزمكان.
ومن هذا المنظور الفنان عمار الشوا يبدو مجتهداً بقلق ومسؤولية لكي ينبهنا على أن فنه مستمر في الوجود في المستقبل، دلالة على وجود الفنان الآن وهنا بأثره الحي في لوحاته وأعماله الفنية التشكيلية.. ألوانه تبعث البهجة والفرح، رغم الألم الموجود والظرف الصعب الذي نعيشه.يحرص على توظيف المكونات الحسية للوحة لإظهار الدلالات والمعاني المتخيلة، فالقارب في اللوحة الذي يستخدم للنجاة من البحر المتلاطم الأمواج، يقابله قارب العلم والمعرفة للنجاة من الجهل والظلام، فكرة القارب هو النجاة، والطفل هو الغد، وبقدر ما نحصنه ونمكنه نضمن مستقبلا آمنا.
بالخط واللون يعبر الفنان عن مكنوناته ويتجلى الجمال في اللوحة، ثم تتعدد الدلالات ليصبح خيال المتلقي أكثر حرية وهو يقف أمامها متأملاً فضاءاتها ليأخذ منها ما يشاء، القراءة البصرية تختلف من قارئ إلى آخر، ويبدو أن قدر الفنان الملتزم، هو حمل الهم الوطني والمجتمعي، وهذا ما يراه المتلقي في مجمل أعماله.
بقي أن نذكر أن الفنان عمار الشوا يشارك في معرض جماعي في صالة زوايا بدمشق..