بشرى سليمان
إذا ما راقبنا بدقة حركات أطفالنا وأمعنا فيها بشيء من الاهتمام نلحظ أن البعض منهم يمتازون بنشاط شديد يمكن أن يصل إلى حد النشاط المفرط، حيث لديهم طاقة فائضة ويشعرون أنهم مستقلون، لكن علاقاتهم الاجتماعية قليلة لأنهم لا يحبون الشعور بأنهم مجبرون على تأطير أنفسهم ربما ضمن أطر محددة أو خاضعون لقواعد معينة، فهم يتحركون بصورة دائمة، وبالتالي من الصعب غالباً التحكم بحركتهم، لطالما لا يستقرون على حال، لهذا يؤكد الكاتب كوريل موريل في كتابه حول علم نفس الطفل من الولادة إلى المراهقة الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب ترجمة الدكتور غسان بديع السيد على ضرورة إشغال الأطفال النشطين باستمرار، فهم يحبون الاكتشاف والمغامرة، فينتقلون من نشاط إلى آخر من دون إكمال أي نشاط، وبالمقابل هناك من يحب المثابرة لغاية تحقيق ما يريد.
الكاتب موريل يوضح أن الموقف الأبوي يؤثر إلى حد كبير في التخفيف من السمات المميزة للأطفال النشطين أو زيادته إذا كان الوالدان نفسيهما مضطربين ومتوترين فإن الطفل سيكون مثلهما إثر اضطرابات وإزعاجات مختلفة، وفي حال كان الوالدان عاديين ورصينين فآن طفليهما سيكون أكثر هدوءاً وصفاءً، ما تقدم يعني أن النشاط في الحالات كلها هو السمة المسيطرة لكنه غير موجه بالطريقة عينها.
مؤلف البحث يكشف كيف أن مزاج الأطفال النشطين يظهر في وقت مبكر ويقوم على قاعدة الأمان، عبر حاجتهم إلى فضاء أوسع وحرية أكثر من الأطفال الآخرين الذين لا يتحملون الحجز كثيراً أو العناق لمدة طويلة، ومع كثير من الحماس.
البحث يطرح بشكل عام اضطرابهم المتواصل غالباً نتيجة مشكلات في الحياة اليومية ما يجعل الأهل يترددون في اصطحابهم إلى زيارة بيوت الأصدقاء، أو في أثناء التسوق، لأنهم لا يستقرون في مكان ويلمسون كل شيء، وقد يكسرون نتيجة تسرعهم بعض الأشياء من الأغراض الموجودة، وبالتالي من المناسب في هكذا حالات أن يتم تحديد بنيات منسجمة ووضع حدود بطريقة حازمة ومتابعة لهذا النوع من النشاط الطفلي.