“لا تدعْ كلماتهم تخيفك.. دعهم يثبِتوا قيمتهم”

الثورة – هفاف ميهوب:

يرى الفيلسوف والمؤرخ البريطاني “برتراند راسل” أننا ننجذب لقراءة الفلسفة: “ليس من أجل الحصول على إجاباتٍ محدّدة لأسئلتنا، بل من أجل الأسئلة ذاتها، لأنها توسّع تصوّرنا لما هو ممكن، وتثري خيالنا الفكري، وتقلّل من الأفكار التي تُغلق العقل، فمن خلال عظمة الكون الذي تتأمّله الفلسفة، يصبح العقل كبيراً، وقادراً على الاتّحاد بالكون الذي يشكّل أسمى خير له”.
هذا ما دفع “راسل” لقراءة الفلسفة، ليكون ما جذب الفيلسوف الفرنسي “أندري كونت سبونفيل” إليها، شعوره بأنها تساعده على العيش بشكلٍ أفضل وأوضح، بل وأكثر سعادة.. مع ذلك، هو لم يكرّس حياته لها بشكلٍ كلّي. ذلك أنه كان يرى:
“الحياة لديّ هي التي تشكّل أهمية قصوى، ولن يكون للفلسفة أي معنى، إلا في خدمة الحياة والعيش فيها”.
لهذا ننجذب إلى قراءة الفلسفة برأي “راسل” و”سبونفيل”. لكن، ماذا عن كيفية قراءتها، وكيف نفهمها؟!.
سؤالٌ طرحه العديد من الفلاسفة، ممن أرادوا لنا تتبّع إجاباتٍ، دعانا المنظّر الغربي “تشارلي هويتمان” من خلالِ العديد منها، للنظر إلى الفلاسفة كبشرٍ مثلنا، لا يتفوّقون علينا كقرّاء، إلا بكونهم أعملوا عقولهم، وتأمّلوا ظواهر الأمور وبواطنها، ممهّدين بذلك لاقترابنا من عوالمهم، ومن ثمّ الدخول إليها.
دعانا إلى ذلك، مشيراً إلى أن علينا عدم الخوف أو القلق من عدمِ فهم أفكارهم. أفكار الفلاسفة، ممن عرّفنا بأنهم:
“كلّ فيلسوفٍ عظيم، كان إنساناً يحاول اكتشاف الحياة، من خلالِ فعلِ القراءة، التفكير، الملاحظة، الكتابة.. لا تدع كلماتهم الكبيرة تخيفك. يمكننا الإصرارُ على أنها منطقية بالنسبة لنا، أو على الأقل تثيرُ اهتمامنا، أو تبقى في سلة المهملات. يجب أن يثبتوا قيمتهم لنا..”.
أما عن إثباتِ قيمتهم، فقد قصد بأن تكون قادرة على تحسين أرواحنا، وعلى جعل عقولنا وأفكارنا وحياتنا أفضل وأكثر عمقاً.
هنا نقول، وإن كان من الصعوبة حتى على أساتذة الفلسفة، فهم كلّ ما تتناوله، فليس من الصعوبة إعادة قراءتها بشكلٍ متأنٍّ، مع تكرار القراءة والتركيز على الحقائق التي تشير إليها، وصولاً إلى معرفة الحقائق الأساسية التي تتعلّق بالوجود والعالم والإنسان.

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
تعليق "قيصر".. اختبار لجديّة الإصلاح الاقتصادي والقدرة على استعادة التوازن النقدي من "البيت الأبيض" إلى "الداوننغ ستريت".. الشيباني يحمل الحقيبة "الأثقل" إلى بريطانيا زيارة الشرع للولايات المتّحدة تمثّل بداية جديدة للسوريين عندما يتوقف التاريخ في استثمار البيئة الجبلية والبحرية.. وتهجر الكوادر رئيس غرفة الملاحة البحرية للثورة: الساحل عقدة تلاقٍ بريّ- بحريّ نحو اقتصادٍ أزرق وتنمية متوازنة: اللاذقية وطرطوس.. بوابتان لنهضةٍ بحرية رؤساء في العلاقات الخارجية بالشيوخ الأميركي يدعمون رفع العقوبات عن سوريا طلاب "المهني" في حلب يجهزون مقاعد مدارسهم بين الدولار والتجار.. كيف يواجه المواطن تحديات المعيشة؟ زيارة إلى المملكة المتحدة.. الشيباني يحمل حقيبة ثقيلة في اللقاء السوري-البريطاني المطالعة.. بين الحاجة والرفاهية أصوات الباعة الجوالين بحلب.. بين الحاجة والإزعاج المتقاعدون ورحلة البحث عن عمل بازار الشتاء.. منصة تمكين اقتصادي واجتماعي للمرأة السورية عندما يختفي اللقب الوظيفي.. رحلة البحث عن الهوية بعد التقاعد رياضة المتقاعدين في حلب.. صداقات وشفاء من الوحدة والاكتئاب بين " قيصر" والعملة الجديدة.. خطوة سياسية أولاً.. وفرصة اقتصادية ثانياً اكتمال مشهد الدور الثاني من مونديال الناشئين الجمعة.. البطولة الكروية حلب (ست الكل) الصمت العنوان الأبرز لنادي الكرامة ؟!