الثورة – لينا شلهوب:
أطلقت مديرية الصحة المدرسية وطب الفم في وزارة التربية المرحلة المكثفة من حملة صحة الفم والأسنان في مدارس منطقة التضامن بدمشق، تحت شعار “تضامن مع أهل التضامن”، وذلك ابتداءً من يوم الأحد الماضي وحتى 27 من الشهر الجاري.
وجاءت الحملة في إطار برنامج حكومي يهدف إلى تعزيز الصحة العامة للطلاب وتوفير خدمات طبية متخصصة داخل المدارس، ولا سيما في المناطق الأكثر حاجة.
وأوضحت مديرة الصحة المدرسية في الوزارة، ميسون دشاش، في تصريح لـ”الثورة” أن الحملة تستهدف نحو 4800 طفل خلال خمسة أيام، بمعدل يصل إلى 960 طالباً يومياً، مشيرة إلى أن الفريق الطبي والفني والتثقيفي، الذي يضم 60 كادراً، بدأ نشاطه من مدرسة إسكندرون وسط تنظيم ميداني دقيق شمل الفحوص السريرية والخدمات الوقائية والعلاجية.
ومن المقرر أن تستكمل الفرق عملها في بقية مدارس المنطقة لتشمل صفية القرشية، وزينب الهلالية، وأحمد مريود، وسعد الله الجابري، وأم العلاء.
وتؤكد دشاش أن الحملة ليست مجرد نشاط صحي عابر، بل خطة متكاملة تهدف إلى رفع الوعي الصحي لدى الأطفال، وتوفير خدمات نوعية تساهم في خفض معدلات التسوس وتحسين صحة الفم في المجتمع المدرسي، مع الالتزام بالمعايير العلمية في كل خطوة.
وتتضمن التدخلات الطبية، وفق دشاش، فحصاً كاملاً للأسنان، وقلع الأسنان المتضررة، وتطبيق حشوات الكمبوزيت، إضافة إلى استخدام مادة السيلانت الوقائية، ومادة SDF المتخصصة في إيقاف تطور التسوس.
كما ينفذ فريق الصحة العامة مسحاً صحياً للتحقق من الأمراض السارية، بالتوازي مع تقييم سلامة مياه الشرب في المدارس، وفحص الخزانات والتأكد من كلورتها.
خطوة تخفف الأعباء عن الأهالي
أبدى عدد من أهالي المنطقة ترحيبهم بمجيء الفرق الطبية إلى المدارس، حيث أكدت كل من آمال بلان ونرمين السيد أن الحملة توفر خدمات يصعب على كثير من الأسر تأمينها في ظل الظروف المعيشية الحالية، وخاصة مع ارتفاع تكاليف العلاج.
بدورها، ترى ناجية السلمون، والدة أحد الطلاب، أن أهم ما في الأمر أن “الطبيب وصل إلى المدرسة، لا سيما أن الفحص المبكر ينقذ الطفل من الألم، ويوفر على الأسرة مبالغ كبيرة”.
أما حيدر النشواني، وهو والد لثلاثة أطفال، فأشار إلى أن ابنه كان يخشى زيارة طبيب الأسنان، لكن وجود الطبيب داخل المدرسة خفّف توتره عندما رأى زملاءه يخضعون للفحص.
في سياق آخر، أكد المدرّس أيهم عزام أن المبادرة تمثل نموذجاً للتعاون بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، حيث أسهمت منظمة SAMS (سامز) وجمعية غراس النهضة في دعم الحملة وتوفير مستلزماتها اللوجستية والطبية.
يشار إلى أن مديرية الصحة المدرسية تؤكد أن أحد الأهداف الأساسية للحملة هو ترسيخ العادات الصحية لدى الطلاب وتعزيز الدور الوقائي للمدرسة، بما يسهم في بناء جيل أكثر وعياً وصحة، وقادرعلى تبني ممارسات صحية مستدامة.