الثقافة الجديدة والمتجددة

الثورة – عمار النعمة:

لأن الثقافة حياة وفكر وتجديد، وأساس المعرفة والانفتاح على العالم الآخر، كان من الطبيعي أن يسعى المثقفون بكل شرائحهم، أن يراجعوا بين فترة وفترة، مسارهم الثقافي واستخلاص الملامح الإيجابية ثم البناء عليها، فالمثقف قادر على تغيير تصور الناس لواقعهم، وتغيير المفاهيم والذهنيات في إطار الثقافة المجتمعية، ولاسيما أن التجديد الثقافي ما عاد موضوعاً يمكن تأجيله، فهو بات في صميم حياتنا، وفي قلب علاقاتنا مع العالم كله.
على إيقاع التجدد المستمر في منهج الحياة، وما تفرضه الحاجة والأحداث والظروف كي نرتفع في كلّ مرحلة إلى مستوى الطموحات، ينبغي علينا تجديد الفكر الثقافي والبحث في سبل تطويره، من خلال المراجعة العميقة للتراث، وآلية كتابة الشعر والقصة الصحيحة التي بتنا نفتقرها- إلا ما رحم ربي، وهذا بحد ذاته هو الوصول إلى التجدد والتجديد، الذي يمكن أن نقول عنه بشيء من العموم إنه نَفْضٌ للغبار عما لحق بالمفاهيم والتصورات، لتستعيد صحتها وسلامتها ومن ثم الانتقال إلى الإنتاج الصحيح.
والسؤال هنا، هل نجح الكثير من المثقفين بالتفكير بآلية التجديد، أم اقتصرت نشاطاتهم على بعض المحاضرات ونشر المقالات الثقافية من دون مسعى للتطوير والتجديد، ومواكبة مجريات العصر؟
كم من المجموعات الشعرية والروايات التي تصدر هنا وهناك مركونة على بالمكتبات، ولم تحقق وجوداً، حتى بثمن كلفة طباعتها؟
هذه الفئة، وليس الغالبية بالطبع، تساهم بشكل أو بآخر في الانحراف يميناً أو يساراً، إفراطاً أو تفريطاً، والأهم هو مساهمتها في هبوط وتدنّي الوعي لدى العامّة، وتغييبهم عن حركة الثقافة الحقيقية الواجبة التطوّر ومواكبة الحياة.
هذا الواقع يحتاج أولاً أن نعرف أين نقف الآن، ويحتاج حلولاً وتصورات تناسبه وتتماشى معه، وهنا يأتي الدور الهام والمحوري للمؤسسات المعنية بالشأن الثقافي التي يقع على عاتقها المسؤولية الكبيرة في عملية التجديد، ولعلّ من أهم الإجراءات أو الاقتراحات المطلوبة هي إعادة النظر في الضوابط الناظمة لعملية النشر، وكسر الروتين، وتشجيع المواهب وفتح الأبواب أمامهم، فطريق الأدب ليس مفروش بالورد، وبالتالي العمل على ضخّ دماء جديدة في شرايين المناحي الثقافية، والبحث عن طرائق إيجابية لتفعيل دور المراكز الثقافية وإداراتها لتصبح بجدارة منابر حقيقة.
علينا أن نعرف واقعنا بدقة، وأن نرتب أولوياته ونشخّص مشكلاتنا بعمق، ومستجداتنا بوعي، وأن نتماهى مع العالم الآخر، فنتبادل المعلومة لتُنتج فَهْماً صحيحاً ودقيقاً لواقعنا.
علينا أن نخرج من حالة الركود وأن ننحي جانباً “أشباه” الشعراء والمتسلقين على الأدب من دون دراية أو من دون موهبة، وبالتالي نصل إلى بناء جيل واع ومثقف يعي أنه يسير في طريق الثقافة المتجددة.. ثقافة الحياة التي نطمح لها جميعاً.

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار