موسم «الحجيج» نحو الشرق

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير علي قاسم:
بين العربة الروسية المنطلقة بثقة واتزان.. والأميركية المتدحرجة تتباين الصورة وتتأرجح المعايير.. وحدها مقاربات «عتاة» المعارضين لا تخرج عن سياق نشأتها، بل تغوص في سراديب الاعتقاد والتوهم أن موسم الغفران وغسل الذنوب قد آن أوانه،

وأن الحجيج المبكر نحو الشرق قد يتيح إغلاق الأبواب المفتوحة على صفحات متخمة بالشواهد والأدلة والقرائن على الكثير مما سال على ألسنتهم في مواسم الهرولة نحو التقاط فتات موائد الغرب، وما جادت به جيوب نواطير الغاز والنفط.‏

وإذا كان الحديث خارج أي معادلة يمكن لها أن ترسم إحداثيات المشهد وما يفيض على هوامشه من مسلمات، فإن من الطبيعي أن يكون ممسوكاً بنهايات تقود إليها النتائج الأولية التي خاضت نقاش الحصول على تفويض يتيح لها العودة إلى الإمساك بخيوط السياسة، بعد أن تفرغت أكثريتها طوال أشهر خلت للقبض على زناد النار، ومن بندقية الإرهابي ذاته، حتى لو تعدلت هوية حضوره أو تغيرت اتجاهات الخرائط التي يتمترس وسط إحداثياتها.‏

فالمواقف التي يتزاحم ما اصطلح على تسميتهم بمعارضين طوال سنوات أربع إلا قليلاً، تعكس الصورة وترسم استسهالاً في الشرح المسهب وهم يتهافتون على بوابات الحديث غرباً وشرقاً، ولا ينسون النوسان يميناً وشمالاً على وقع المزاج السياسي وهوية العاصمة السياسية التي يخطبون ودّها، وإن كان أغلبهم لايقوى على معاكسة اتجاه الريح الأميركية على منصة المشهد الدولي.‏

هذا التزاحم الذي يزدهر اليوم لا يشبه تزاحمهم السابق، وقد اعتدلت جلساتهم أو تبدلت وفق المعايير الإضافية التي اقتضتها الانعطافة السياسية، فانتحل بعضهم هوية غير التي حملها في سنوات الأزمة، وبعضهم الآخر أقام جداراً من القطيعة مع الماضي القريب والبعيد عبر لغة الهجر حتى إشعار آخر، أو بانتظار ما تتمخض عنه رحلة المسالك الصعبة نحو موسكو، فيما يصرّ من تبقى على الاجترار من القاع ذاته، حيث يحاولون تجميل المشهد باجتهادات تزيدهم قبحاً وهم يلوكون ألسنتهم على وقع الانزياح السياسي القائم.‏

وليس ببعيد عن ذلك الموقع، تجتهد بعض الأبواق في النحيب على أطلال الماضي وهفوات الحاضر وأخطاء المستقبل القادمة بمقاربات تبتعد عن سياق الاجتهاد، لتكون عناوين في سلة البحث عن مقعد احتياطي في عربة أميركية خوت من راكبيها وباتت ترتطم أسداسها بأخماسها.‏

في المعيار الأساسي، يبدو أن موسم الحجيج بنسخته المعدلة قد تأخر كثيراً ، في وقت لا يخفى فيه على أحد أن كثيراً منهم بات خارج خريطة الحسابات ومارس قدراً من الالتباس إلى حد التورط في سياق الاستئجار الرخيص والمدفوع الثمن، وقد انتهت مهلة حضوره السياسي وفعالية وظيفته المؤقتة على رقعة العمالة، وهي حالة يتشارك فيها من دخل طور المراجعة من بوابة النفاق مع الذين ينزلقون في هفوات التعويض عمّا سبق.‏

اللافت لم يكن ما تعرضت له المواقف من تعديل أو تغيير لتناسب المقاس الروسي صاحب الدعوة فقط، بل طالت أيضاً المقترحات والأفكار، التي حملت في داخلها عبوات مفخخة ذاتياً، وإن جاءت في معظمها على مقاس التمنيات والأوهام وهي ترمي بأوراقها في سلة الحسابات من البوابة الروسية، دون أن تتخلى عن نفاقها المعتاد في طرح شعارات مغلفة بأوراق أميركية ومبطنة بالأصابع المتورمة في دعم الإرهاب وبقاياه الإخوانية التي عفا عنها الزمن وباتت من المنسيات.‏

لن ندخل في المحاججة من بوابة الرد على كثير من اللغو والثرثرة المزدهرة هذه الأيام، بل من خلال عوامل فرضتها معطيات الأيام الماضية لمواقف استبطنت الاصطياد فيما تبقى من فتات والتي تحاول أن تسوّف وتمطر الشاشات والمنابر بوابل من المواقف المتناقضة والمتباينة، إلى درجة الإلغاء في كثير منها، على قاعدة استحضار الماضي بلبوس الحاضر.‏

فمن يعتقد أن محاربة الإرهاب تحتاج إلى شروط يكون واهماً، ومن يتوهم أن الادعاء باللحاق بركب محاربته كموضة لموسم الطقس الروسي قد تكون كافية لتبييض صفحته وعلاقته المشينة بجذر الدول الداعمة للإرهاب والممولة له، يكون مشتبهاً على نفسه، وهو سياق يبتعد في مغالطته، ويتوه في حساباته، حيث المعادلات الوطنية لا تتغير بتغير الاتجاه، ولا بمزاج العواصم العالمية، بل في تثبيتها كمنظومة عمل بطابعها السوري البحت لا تقبل الاجتزاء ولا تحتمل التفسير المزدوج !!‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
70 بالمئة من طاقة المصانع معطّلة... والحل بإحياء الإنتاج المحلي  استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس حمص.. حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال تستهدف ١٤٣١٤ طفلاً الخليفي: قطر ستناقش مع واشنطن تخفيف وإزالة العقوبات عن سوريا 4 آلاف معلم ومعلمة في إدلب يطالبون بعودتهم للعمل تأهيل محطة مياه الصالحية.. وصيانة مجموعات الضخ في البوكمال بدء التقدم للمفاضلة الموحدة لخريجي الكليات الطبية والهندسية "العمران العربي بين التدمير وإعادة الإعمار" في جامعة حمص توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم منح دراسية تركية لطلاب الدراسات العليا "التعليم العالي".. "إحياء وتأهيل المباني والمواقع التاريخية" "مياه اللاذقية"... إصلاحات متفرقة بالمدينة "صحة اللاذقية": حملة تعزيز اللقاح تستهدف أكثر من 115 ألف طفل تفعيل عمل عيادة الجراحة في مستشفى درعا الوطني "المستشفى الوطني بحماة".. إطلاق قسم لعلاج الكلى بتكلفة 200 ألف دولار إطلاق حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال بالقنيطرة الألغام تواصل حصد الأرواح.. رسالة من وزارة الدفاع للسوريين حول الملف الصعب وطويل الأمد صندوق النقد والبنك الدوليين يبحثان استعادة الدعم لسوريا سفير سوداني: نعارض أيّ شكلٍ من أشكال تهجير الفلسطينيين