الثورة – فؤاد الوادي:
أكد زعيم الحزب الشيوعي الأميركي جو سيمز، أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل بمليارات الدولارات، يُعد تبديداً للموارد الأميركية، ويقوض العدالة والسلام.
وفي مقابلة خاصة مع “الجزيرة نت”، قال سيمز إن مشاهد القمع والفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية المحتلة تجد صدى لدى قطاعات واسعة داخل المجتمع الأميركي، ولاسيما بين المجتمعات الملوّنة.
وأكد زعيم الحزب الشيوعي الأميركي أن الشعب الفلسطيني وحده مَن يمتلك حق اختيار قياداته وتقرير مصيره دون وصاية خارجية. مشدداً على أن هذا المبدأ يمثل جوهر موقف الحزب من القضية الفلسطينية، انطلاقا من الإيمان بحق الشعوب في تقرير مصيرها بحرية.
و أشار سيمز إلى أن الموجة الأولى من الاحتجاجات الأميركية ضد الحرب على غزة بعد السابع من تشرين الأول، انطلقت من الفلسطينيين والعرب الأميركيين، ثم انضمت إليها حركات شبابية من أصول أفريقية ولاتينية وآسيوية، قبل أن تتسع وتشمل شباباً بيضاً، ما يعكس عمق التضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية.
أما بشأن الحل السياسي، فأكد زعيم الشيوعيين في أميركا أن القرار النهائي يجب أن يظل بيد الفلسطينيين أنفسهم، ومع ذلك، أوضح أن الأحزاب اليسارية الشريكة لحزبه في فلسطين وإسرائيل لا تزال ترى في حل الدولتين خيارا واقعيا، رغم قناعتها بأن إسرائيل عمليا جعلت هذا الحل شبه مستحيل عبر التوسع الاستيطاني وفرض الحصار على غزة.
وفي حديثه عن جماعات الضغط، اعتبر سيمز أن النفوذ الصهيوني داخل الولايات المتحدة -ممثلا في جماعة “أيباك” والتحالف مع المسيحيين المتصهينين- ليس سوى جزء من معادلة أكبر تشمل شركات عملاقة ولوبيات من النخب البيضاء الأنجلو ساكسونية.
وأكد أن هذه القوى تحتكر القرار السياسي في البلاد، وتفرض رؤيتها المشتركة على قضايا حساسة مثل السياسة تجاه الشرق الأوسط، والنفط، والتسلّح، والصين.
واعتبر أن توجيه مليارات الدولارات من الدعم العسكري لإسرائيل -التي تجاوزت 12 مليار دولار منذ الحرب الأخيرة- يُعد تبديدا للموارد الأميركية، مشيرا إلى أن هذه الأموال كان يمكن أن تُستخدم في دعم الفلسطينيين المتضررين، أو في معالجة أزمات داخلية كحرائق كاليفورنيا.
وختم سيمز حديثه بالتأكيد على ضرورة إنهاء هيمنة الشركات العابرة للحدود على القرار الأميركي، معتبراً أن هذه المهمة العاجلة -رغم صعوبتها- ليست مستحيلة، مشبها الوضع بالنهاية المفاجئة لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، حين خرج نيلسون مانديلا من السجن في مشهد غير متوقع وغير مسبوق.