نقطة البداية للمجتمع السوري الحر

الثورة – أيدا المولى:

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نعتبر أن ما جرى صبيحة الثامن من كانون الأول لعام 2024 كأنه حدث عابر، وبإمكاننا نحن الإعلاميين وضع أناملنا على لوحة الكيبورد والكتابة بنفس اللحظة عن تحول جذري يحدث في بلد مساحته تزيد عن 185 كيلومتراً مربعاً، وعدد سكانه أكثر من 22 مليون سوري، يمكن أن نرحب ويمكن أن نستقبل عصراً جديداً، لكن للذاكرة الحق أن تسأل الأسئلة التي تنبئ.
عن الخبر: ماذا حدث؟ كيف حدث؟ أين ومتى؟ أما لماذا سقط الطغاة، فهذا ما كان مستوعباً منذ الأيام الأولى لأنها حتمية أسقطها التاريخ بفعل التقادم والطغيان، كان لابد لتلك الذاكرة التي جبلت على الخوف والحذر من كل شيء أن تُعطى فرصة لترتاح وتستجمع ذاتها وتدرك أن ما جرى حقيقة.بالأمس كانت ذاكرتي تنضب من الأفكار ولا تجد شيئاً تتحدث به إلى صفحات الكترونية، من أين نقطة البداية؟ حتى نقطة البداية غير واضحة؟ حاولت استفزازها عبر التجول بالطرقات والشوارع علها تستقي مادة إعلامية لها معنى، وأنا هنا لا أعمم لكن أتحدث عن شوارع وأسواق مدينة سلمية في محافظة حماة، فوجدت أن الأسواق تعج بالفوضى، الشوارع باتت كلها بسطات من اللباس المستعمل حتى الأرصفة مفروشة بالسجاد المستعمل، وبسطات المواد الغذائية ومشروبات الطاقة، طرقات تتوه ناسها مع سياراتها ومع دراجاتها النارية التي “تزعق” من أول الطريق إلى لا نهايته، الناس تشتري وتتفرج، الصياح على السلع تمنع السمع لأي شيء آخر في كل مكان يتشكل نفس المشهد، وهناك أولاد تتسول وتتواجد بكثرة عربات الفواكه التي تعرفنا على بعض أنواعها حديثاً كثمرة جوز الهند والكيوي والتي أصبح بالإمكان شراء بعض الثمرات منها.
كل ذلك يمكن استيعابه لفترة من الزمن من خلال ظلال للسوق الحرة، علماً أن أحداً ما يمكن أن يقول: إن هذه المشاهد يمكن أن تبشر بإعلان حياة للسوق؟
هل يستطيع الجميع شراء احتياجاته.. مع عدم قدرة المواطن على شراء كل ما يحتاجه.. توقفت مع إحدى السيدات عند بسطة بالة لأحد الملابس، ولم تستطع شراء بنطال من الألبسة المستعملة بـ 10 آلاف فقط، قالت: الجمل “بفرنك وما في فرنك”؟!
سألتُ هل أنت موظفة؟ قالت: حتى لو كنت موظفة فهل يكفي راتبي لإعالة أسرة وكفايتها، هذا مستحيل.
جودة المنتج
أحدهم يشتري 2 كيلو لبن غنم بـ 18ألف من دون أن يكون هناك أي بيانات على العبوة، لا يوجد مصدر للعبوة ولا تاريخ صلاحية، ولا اسم شركة أو مصنع، لكنه مع ذلك يشتريها لأنها رخيصة، وعندما سألت عن سعر كيلو حليب الغنم الموثوق قال صاحب ورشة الألبان والأجبان إن سعر كيلو الحليب من دون أي تكلفة تصنيع يبلغ 10 ألف ليرة فكيف يباع.؟ وتابع قائلاً: إن هذا المنتج عبارة عن ماء وبودرة حليب وزيوت مهدرجة، إضافة إلى مواد ممرضة يتم إضافتها لتجعل من مادة اللبن متماسكة وجامدة.
إذاً من أي مواد صنع هذا اللبن الذي نطعمه لأطفالنا؟ وهل هو ضار على المدى الطويل؟ لا يوجد مخبر تمويني لتقييم هذه البضاعة في الأسواق!
لقاءات عدة مع عدد من الناس التي تتسوق وقليل منهم يستطيع شراء حاجاته كل هذه المشاهدات يمكن تجاوزها ونأمل بإجراءات تنظيمية ورقابة غذائية أفضل وتفعيل دور الرقابة التموينية خدمة لكل أبناء المجتمع.
لكن ما لا يمكن تجاوز مشاهدته للفئة الأكثر فقراً، وهي من الذين ينبشون في القمامة وذلك المشهد لرجل.. وبالتفاصيل: رأيته رث الثياب يحمل في يده كيساً من الأكياس التي تعبأ فيها البطاطا والبصل حتى هذا كان متشققاً، وقفت أرقبه عن بعد نبش كيس قمامة، فوجد تفاحة مأكول منها، سحبها من كيس القمامة مسحها ببنطلونه المتسخ المتهرئ وقضم منها ما قضم، وباليد الأخرى يتابع نبش ما يريد.
هذا المشهد لوحده يجعلني بلا ذاكرة مستقبلية، فلنثبت للجميع أن بلدنا قادرة على التغيير وقادرة على إكرام مواطنيها.

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
بعد تعليق العقوبات الأميركية.. "الامتثال" أبرز التحديات أمام المصارف السورية الرئيس اللبناني: الحديث عن "تلزيم" لبنان لسوريا غير مبرر الأردن يحبط عملية تهريب مخدرات عبر مقذوفات قادمة من سوريا انعكاسات "إيجابية" مرتقبة لتخفيض أسعار المشتقات النفطية قوات أممية ترفع الأعلام في القنيطرة بعد اجتماع وزارة الدفاع   تخفيض أسعار المحروقات.. هل ينقذ القطاع الزراعي؟ رفع العقوبات.. فرصة جديدة لقروض تنموية تدعم إعادة الإعمار اليابان تعلن شطب اسمي الرئيس الشرع والوزير خطّاب من قائمة الجزاءات وتجميد الأصول من واشنطن إلى الإعلام الدولي: الرئيس الشرع يرسم ملامح القوة الناعمة 550 طن دقيق يومياً إنتاج مطاحن حمص.. وتأهيل المتضرر منها  الرياض.. دور محوري في سوريا من هذه البوابة محاكمة الأسد.. الشرع يطرح قلق بوتين وتفاصيل الحل   الشيباني إلى لندن.. مرحلة جديدة في العلاقات السورية–البريطانية؟ سوريا فرصة استثمارية لا تعوض الواقع الزراعي بطرطوس متهالك ولا يمكن التنبؤ بمصيره مجلس مدينة حلب يوقّع العقد التنفيذي لمشروع "Mall of Aleppo " تحذيرات أممية من شتاء قاس يواجه اللاجئين السوريين.. والحكومة تتحرك القابون .. وعود إعمار تتقاطع مع مخاوف الإقصاء  180يوماً.. هل تكفي لتعزيز الاستثمار وجذب رؤوس الأموال؟ تعليق العقوبات الأميركية ينهي العزلة التكنولوجية ويخفض تكاليف الاستيراد