الثورة – تحقيق رولا عيسى:
برزت ظاهرة الأمبيرات على أنها أحد الحلول السحرية لغياب الكهرباء، لتبدأ تجربة مريرة من الاستغلال، فإما الأمبيرات، وإما الظلام والعودة لحياة البدائيين من دون كهرباء.
استغلال الفجوة
ومع إحكام العقوبات وسيطرة “ميليشا قسد” على منابع النفط في سوريا- المنطقة الشرقية في زمن النظام البائد، ازدادت ساعات التقنين وأصبحت الأمبيرات شراً لابد منه بالنسبة للمواطنين المقتدرين، وتحول هذا النوع من الحلول إلى تجارة رابحة تدر المليارات إلى جيوب أصحاب المولدات الخاصة الذين استغلوا الفجوة في هذا القطاع الاستراتيجي.
الغياب شبه الكلي للكهرباء العامة ساهم في تمدد ظاهرة الأمبيرات، ومع استمرار وتفاقم أزمة الكهرباء يبرز تساؤل عن مستقبل هذه الأمبيرات؟.
تكاليفها أكثر من مليوني ليرة
أما لجهة التكلفة الشهرية لهذا النوع من الطاقة بالنسبة للعائلة السورية، فإن إحدى الدراسات وجدت أن مجموع الاستهلاك اليومي للأسرة يصل إلى نحو 5.2 كيلو واط يومياً، وأن تكلفتها قد تصل إلى 73 ألف ليرة سورية يومياً أي ما يقارب 2.200 مليون ليرة شهرياً بمعدل 7 أضعاف الحد الأدنى الرسمي للأجور، ونتحدث هنا عن تكلفة الاستهلاك بالحدود الأكثر تدنياً، أما الاعتماد الكلي على الأمبيرات، ووفقاً للتقديرات الحكومية حول الاستهلاك الشائع لدى الجميع يبلغ 1000 كيلو واط كل دورة (500 كيلو واط شهرياً)، فإنه سيصل بالتكلفة إلى رقم يقارب 7 ملايين ليرة سورية شهرياً.
الحد الأدنى
ولابد من الإشارة إلى أن شريحة كبيرة من المواطنين تعتبر نظام الأمبيرات خياراً لاستمرار حصولها على الكهرباء بما يضمن لها الحد الأدنى من الاستمرار في الحياة اليومية في ظل انقطاع الكهرباء المستمر.
ضروريات
ويقول أدهم تقي- صاحب محل ألبسة لصحيفة الثورة: وجدنا أنفسنا مرغمين على اللجوء إلى الأمبيرات لتشغيل عدد محدود جداً من ضروريات العمل، وهو لم يكن يوماً بديلاً عن الكهرباء الحكومية نظراً للاستغلال الذي نتعرض له، فهنالك قضم يومي في حصص الأمبير من قبل تجار هذه الصنعة تحت حجج غير مقنعة.
وترى أروى الحاجي أنه آن الأوان للانتهاء من الأمبيرات على مدار سنوات طويلة وهي تنخر سمعنا وتلوث بيئتنا، وهي تقف أمام شرفة منزلي تحرمنا فتح النوافذ واستنشاق الهواء النظيف، إضافة لصوتها المزعج وعلى الرغم من الشكاوى لم تعرنا المحافظة آذاناً صاغية.
أرباح طائلة
أما سامر منصور- أحد العاملين على الأمبيرات يحدثنا أن صافي الأرباح للكيلو 160%، ويؤكد أن أصحاب الأمبيرات كانوا يؤمنون المادة من السوق السوداء، ويشترون مخصصات السرافيس، وكذلك التدفئة، لكن اليوم هي متاحة لكن بسعر السوق السوداء سابقاً، وقال: إن بعض الأمبيرات جرى تجميعها وتصنيعها محلياً، كما تحتاج المولدة إلى نحو 40 لتر مازوت كل ساعة.
وعلينا أن نشير إلى أن سعر الكيلو واط الساعي وسطياً في سوريا، يعادل ضعف سعره في دول الجوار وكله يعود إلى استغلال الحاجة وسط غياب لدور الجهات المعنية في تنظيم هذه المهنة، ناهيك عن صمت وزارة الكهرباء عما يتردد بشكل يومي من شكاوى.
انزياح العقوبات
اليوم ومع انطلاقة الإدارة الجديدة للبلاد، بدأت العقوبات الأميركية والأوروبية بالانزياح عن سوريا، وتحديداً ما يخص قطاع المشتقات النفطية ولو لفترة قصيرة، وعليه ينتظر السوريون عودة الكهرباء بشكل مستقر، فالجميع لم يعد يتقبل الساعات الطويلة وغير المستقرة من الانقطاع، وقد تصل إلى 12 ساعة مقابل ساعة أو نصف ساعة يومياً، والكثير الكثير من الناس هم تحت خط الفقر وغير قادرين على شراء الأمبير.
#صحيفة_الثورة