الثورة – لميس علي:
في أحد الحوارات، تحدّث المسرحي السوري القدير فايز قزق عن أهمية العرض المسرحي لجهة قدرته على خلق حوار متشعب الاتجاهات.
فبالإضافة إلى إمكانيته في خلق ذاك “اللقاء” الحيّ، الآدمي بين جمهور المتلقين، يعمل على إنشاء “حوار” ما بين الجمهور كطرف أول، وفريق العرض، وأولهم الممثلون، كطرف ثانٍ.. وأيضاً حوارات لا تُحصى ما بين الكاتب والمخرج والممثلين وكادر الإضاءة والسينوغرافيا ومختلف الفنيين.
دون نسيان “حوار” خاص يُخلق ما بين أي فرد من هؤلاء جميعاً وبين “نفسه”.
عن كثبٍ، راقبت كيف يمكن أن تتشكّل هذه الحوارات، بغالبيتها، وأنا أتابع عروض المسرح السوري ما بين عامي ( 2006 -2011) لاسيما محاولات أسماء شابة تركت بصماتها في تلك الفترة.
من أبرز تلك التجارب التي شكلّت بعضها فرقاً مسرحية، كانت: تجربة رغداء شعراني، أسامة حلال، كفاح الخوص، عروة العربي، نور مراد، وأيضاً ثمة تجربة كانت مميزة مع مسرح “البانتوميم” في عروض رأفت الزاقوت وثائر العكل.
وبرع كل منهم بتقديم لعبته المسرحية وفق الشرط “الفرجة” التي تبحث عن لفت انتباه (الآخر/ المتلقي).
حالياً.. توزّعت هذه الأسماء المسرحية في مجالات أخرى ليتم استثمار طاقاتهم في دراما تُنتج خارج البلاد، إن كان في كتابة النصوص التلفزيونية مثل (رغداء الشعراني وثائر العكل) أو حتى في إعداد الممثل كما عروة العربي.. وبعضهم اتجه للتمثيل مكتفياً بالدراما المتلفزة كما كفاح الخوص.
بعد سنوات من شبه الفراغ المسرحي “محلياً”.. كيف يمكن إعادة إنتاج الحياة مسرحياً..؟
كيف يمكن إعادة هذه الطاقات إلى مواقعها “الأصلية”.. وكيف يمكن خلق تجارب حالية تحاكي تجاربهم..؟
والأهم من كل ذلك.. كيف يمكن ري تربة “السؤال” الواعي والمسؤول.. لإنعاش حواراتنا.. حياتياً ومسرحياً..
لأن كل (حياتي) ينمو وفق شروط صحية للحوار الناتج عن تنشيط كل ما هو (مسرحي) حقيقي.. واعٍ.. ومسؤول.
#صحيفة_الثورة