الثورة – جاك وهبه:
أكد نائب رئيس غرفة تجارة دمشق، الدكتور المهندس ياسر اكريم، أهمية المرحلة الجديدة التي تدخلها سوريا بعد التغيرات الأخيرة، مشدداً على أن النصر لم يكن عسكريا فقط، بل سيتوج بنصر اقتصادي وفكري يعيد لسوريا مكانتها التاريخية.
وقال اكريم في حديث خاص لصحيفة الثورة: “الحمد لله على النصر العظيم الذي حققه الثوار، لقد هرب رؤوس النظام وتخفى بعض المجرمين، الذين بإذن الله ستطالهم عدالة السماء، سواء عبر محاكمات عادلة أو بترك مصيرهم لحكمة الله عز وجل”.
– منصة شاملة:
وأشار اكريم إلى أهمية خطاب الرئيس أحمد الشرع الذي أعلن فيه عن قرب تشكيل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، والذي وصفه بأنه سيكون منصة شاملة للنقاش والمداولات، والاستماع إلى مختلف وجهات النظر حول البرنامج السياسي القادم، مؤكداً أن تصريحات الرئيس الشرع تعكس توجها جديداً يقوم على الحوار والمشاركة الفعّالة، فالمؤتمر الوطني ليس مجرد حدث سياسي، بل فرصة لإعادة بناء سوريا على أسس العدالة والمساواة والمشاركة الوطنية الحقيقية، ملمحاً إلى تغيرات جذرية سيراها الناس بعد مؤتمر الحوار الوطني على حد قوله.
وأضاف اكريم: “غرف التجارة، التي كانت دائما تجمعاً قانونياً يمثل التجار ودعامة رئيسة للاقتصاد، ستستعيد عافيتها بإذن الله بعد هذا النصر الكبير ، لقد كنا جزءاً من هذه الثورة، وقدمنا مثل غيرنا، كل بطريقته الخاصة، لدعم مسيرة التغيير”.
– فرض الأتاوات:
وتعليقاً على الواقع الاقتصادي الجديد، قال اكريم: “لقد حاول النظام البائد تشويه صورة التاجر السوري، متهما إياه بالجشع، بينما كان ينهب خيرات البلاد ويفرض الأتاوات على التجار، اليوم، مع بداية عهد جديد، نرى الحقيقة واضحة فالأسعار انخفضت بنسبة 50%، ما يؤكد أن الكذبة التي روّج لها النظام قد سقطت”.
– مطلب شعبي:
وأشار نائب رئيس غرفة تجارة دمشق إلى أن المؤتمر الوطني هو مطلب شعبي وعالمي، ليس فقط لتحقيق المصالحة الوطنية، بل أيضاً لإعادة صياغة دور الاقتصاد في بناء الدولة الحديثة قائلاً: “التجار ليسوا مجرد فئة اقتصادية، بل هم سفراء للثورة، ويجب أن يكون هناك تناغم بين الفكر السياسي والاقتصادي، كما فتح التجار المسلمون في العصور السابقة دولاً عديدة بفكرهم وقيمهم، يمكن اليوم للتجار السوريين أن يكونوا سفراء لسوريا اقتصاديا على المستوى العالمي”.
– شريك حقيقي:
ودعا اكريم إلى ضرورة إشراك القطاع الخاص في صناعة القرار السياسي والاقتصادي، مبيناً أن المطلب الأساسي لغرف التجارة هو أن يتم نقلها من دورها التقليدي إلى شريك حقيقي في صنع القرار، لافتاً أنه لا يمكن أن يكون هناك تطور اقتصادي دون إشراك جميع القطاعات من الصناعة والزراعة إلى السياحة والمهن الفكرية.
– نصر اقتصادي:
واختتم اكريم حديثه بالتأكيد على أن النصر العسكري سيكون بداية لنهضة اقتصادية وفكرية شاملة: “لقد حققنا النصر العسكري والنصر الأمني، وسيتوج ذلك بنصر اقتصادي يعيد لدمشق مكانتها التاريخية، نحن أصحاب حضارة عريقة، ويجب أن نستعيد هذا الإرث ونبني عليه مستقبلاً يليق بسوريا وشعبها”.
تأتي هذه التصريحات في وقت تعيش فيه سوريا مرحلة فارقة من تاريخها، حيث يمثل مؤتمر الحوار الوطني المرتقب نقطة تحول محورية نحو بناء دولة حديثة تستند إلى قيم الديمقراطية والتنمية الشاملة.
#صحيفة_الثورة