الثورة – جاك وهبه:
في خطوة تعكس توجهاً جديداً نحو الانفتاح وتعزيز الحوار الوطني، أعلن الرئيس أحمد الشرع في خطابه للشعب السوري عن قرب تشكيل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني، مؤكداً أن هذا المؤتمر سيكون منصة مباشرة للنقاش والاستماع إلى مختلف وجهات النظر، حول البرنامج السياسي القادم.
ترقب واسع
جاء هذا الإعلان وسط ترقب واسع من الشارع السوري، ورأى فيه الكثيرون بارقة أمل لمستقبل أكثر وضوحاً، خاصة في ظل التحديات التي تواجه البلاد، فمنذ سنوات، كان الحديث عن الحوار الوطني يدور في الأروقة السياسية والإعلامية، لكنه اليوم بات على أعتاب التحقق كواقع ملموس، يحمل في طياته فرصة حقيقية لإعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع.
ساحة نقاش
لم يكن حديث الرئيس الشرع مجرد إعلان سياسي تقليدي، بل جاء بنبرة تعكس إدراكه لأهمية المرحلة وحساسيتها، فالمؤتمر، كما أوضح، لن يكون مجرد لقاء شكلي، بل ساحة حقيقية للنقاش، حيث يُسمع الجميع، وتُطرح الأفكار بحرية، وتُناقش التحديات بواقعية، هذا التوجه يعكس رغبة واضحة في إشراك جميع مكونات المجتمع في صياغة المستقبل، بعيداً عن الإقصاء والتهميش.
تعريف الأولويات
على مدار السنوات الماضية، مرّت سوريا بتحديات كبرى، جعلت الحاجة إلى حوار وطني شامل أمراً لا مفر منه، فمن ناحية، هناك قضايا سياسية تحتاج إلى توافقات واسعة، ومن ناحية أخرى، هناك ملفات اقتصادية واجتماعية تتطلب رؤية جماعية تُبنى على أسس متينة من التعاون والتفاهم، وهنا، يأتي المؤتمر كمنصة لإعادة تعريف الأولويات الوطنية وصياغة خارطة طريق واضحة للمرحلة القادمة.
تحول جوهري
على الأرض، تباينت ردود الفعل بين تفاؤل حذر وحماس متزايد، فالبعض يرى أن نجاح المؤتمر مرهون بمدى جدية الأطراف المشاركة، وبقدرة الجميع على تقديم تنازلات لمصلحة الوطن، بينما يرى آخرون أنه خطوة في الاتجاه الصحيح، حتى لو كانت البداية تحتاج إلى إرادة قوية واستعداد حقيقي للاستماع والتغيير.
لكن ما لا يختلف عليه أحد هو أن هذه الخطوة تمثل تحولاً جوهرياً في المشهد السياسي السوري، فإذا ما تمت إدارتها بحكمة وانفتاح، فقد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة، يكون فيها الحوار هو القاعدة، والتفاهم هو الأساس، والمشاركة الوطنية الحقيقية هي الطريق نحو مستقبل أكثر استقراراً وتقدماً.
#صحيفة_الثورة