الثورة – رولا عيسى:
يقول الصناعي والباحث الاقتصادي عصام تيزيني: إن إزالة أي عقوبات من الغرب عن سوريا، تعني أن هنالك حالة انفتاح على الإدارة الجديدة للبلاد، وأرى أن سوريا متجهة لألق جديد.
وفي رده على تساؤل صحيفة الثورة، يؤكد أنه لا يمكن أن نعتبر تذبذب سعر صرف الدولار غير منطقي، بل إن هذا الوصف غير سليم، فطبيعة المرحلة والحالة التي يعيشها السوريون والاقتصاد السوري اليوم، هي مرحلة جداً خاصة.
– تتابع الأحداث:
وأضاف: لا نستطيع ربط تذبذب سعر الدولار بالمنطق بقدر ما نربطه بتتابع الأحداث، كما أن سعر الصرف يتذبذب ويتحرك بشكل غير واضح لأسباب أكثرها سياسية وعسكرية.
وبيَّن أنه لا يمكن أن نحكم على سعر الصرف من الناحية الاقتصادية، فلا يوجد أثر الآن للاقتصاد بسعر الصرف، بقدر ما هو العامل النفسي، وتبعاً للأخبار المتداولة، إما أن ينخفض أو يرتفع فحركة الدولار جداً مفهومة وأسبابها ليست اقتصادية.
– لاوجود للعبة صرافين:
ومن وجهة نظر الباحث الاقتصادي لا وجود للعبة صرافين أو مضاربين وهو كلام عارٍ عن الصحة و المنطق، وفي كل اقتصادات الدول، فإن العملة يمكن أن تنخفض أو ترتفع.
ويقول: الدولار هو بالنهاية عبارة عن سلعة خاضعة للبيع والشراء، وأصبح التعامل به محلياً حقاً طبيعياً لايجرم عليه القانون.
– الضرائب ظلم لحق بالمنشآت:
وفي ملف تراجع عجلة الإنتاج الصناعي ينوه الصناعي تيزيني بأنها أساساً كانت تعاني من التراجع، وذلك منذ العام 2020 بدأ الإنتاج عملياً يترهل ويتراجع، بسبب القرارات التي صدرت، وبسبب ظلم لحق بأصحاب المصانع من ضرائب مالية عالية وتكاليف كبيرة بالإنتاج، وهي غير موضوعية لها علاقة بالابتزاز، والفساد، والحواجز، وقضايا أخرى مهمة منها توفير الكهرباء وتسعيرتها المرتفعة.
– اقتصاد النظام البائد احتكاري:
ولدى سؤالنا عن عودة الصناعيين ورجال الأعمال، أكد أن هنالك عودة لهذه الشريحة، وقال: متفائل جداً بهذا الأمر لأنه أعطانا شوطاً كبيراً بتهيئة البنية التحتية لطبيعة الاقتصاد، بحيث أنه أصبح اقتصادنا تنافسياً، ومع بدء التحرير كان هناك انتقال نوعي من اقتصاد احتكاري مغلق إلى اقتصاد تنافسي حر مفتوح، لكن هذا الأمر يحتاج وقت، فلاتزال البلاد بمرحلة تعافٍ سياسياً وأمنياً، وبعدها ستكون عودة ساخنة ونشيطة، خاصة بعد أن أصبحت سوريا تحت أنظار العالم كله، والمستثمرين والتجار والصناعيين سواء في الداخل أو في الخارج.
– تحريك أنفسهم:
أما ماذا يحتاج المستثمرون ليبدؤوا أعمالهم أو ليعودوا إلى الاستثمار من الخارج إلى داخل سوريا، يعلق هنا الباحث الاقتصادي أننا في مرحلة إعادة تأسيس أو مرحله ترميم، فهذه المرحلة ينضم إليها الصناعيون الموجودين أصلاً، بحيث أنهم يعملون وفقاً للوضع الجديد القائم والراهن، وينضم كذلك من كانت مصانعهم مغلقة ويعانون من الإفلاس والضرر بسبب الأحداث والحرب منذ بداية الثورة عام 2011 وهؤلاء جزء منهم سيعود، بالإضافة إلى من يمتلكون الأموال.
– الحلول في الطريق:
ويردف: هؤلاء يحتاجون تحريك أنفسهم، فمن الواضح أن الفريق الاقتصادي لم يضع أي عقبات أو قيود، وكل القرارات والأنظمة التي وضعت من عام 2020 حتى2024، نسفتها الإدارة الجديدة من أمام المنتج والعامل على أرض الواقع، وهنالك ارتياح كبير في أوساط المنتجين بصرف النظر عن القضايا التفصيلية الصغيرة، ومنها ما يحكى عن حبس السيولة، وموضوع الكهرباء التي لم تتوافر، فالعمل مستمر لتجاوزها أما العمل الاستثماري هو إستراتيجية مستقبلية، وهناك جهود حثيثة لتعبيد الطريق.
#صحيفة _الثورة
