الثورة – سعاد زاهر:
هل ساهمت مواقع التواصل في تحرير الأدب من قيود سلطة النشر، فأصبحت فضاءات للتعبير بصلاحية كاملة؟
ولكن، ألا يواجه هذا التحرر مشكلات من نوع آخر كضعف اللغة العربية، غياب النقد، الاحتفاء بأي منتج بغض النظر عن المعايير الإبداعية؟
لا شك أن الكتابات على مواقع التواصل لعبت دوراً في تحرير مخيلة الأدب العربي، ولكن هل تمكنت من طرح أسئلة حقيقية عن ماهية هذا الأدب وتموضعاته في عالم تكنولوجي، كل إنسان بات يعتبر نفسه كاتباً، كأننا في صالون أدبي في فضاء موحد تلتقي فيه مختلف الأجيال والأذواق لتجرب وتجدد غالباً مع محاولة التأصيل نادراً، وأشكال لا تنتهي تجتمع على هدف التحرر من القيود في الكتابة ربما لحاجة المرء للتعبير بحرية عن خيباته ويومياته بأشكال قد تتخذ رسالة، قصيدة، ومضة، قصة..
الكل يكتب وينشر ويقرأ دون أي احتكار، ومن خلال هذا الفعل بات الكثير من مرتادي مواقع التواصل يعتقدون أنهم يحققون جزءاً من ذاتهم.
لا يمكننا هنا الإنكار أن لكل مرحلة فضاءاتها الإبداعية التي تعكس الحال الاجتماعية الآنية بما يواكب الحياة المتغيرة بدفق وجداني متفاوت النضج يتراوح بين الاقتباس المحكوم بلغة خاصة للناقل تعكس وجهة نظره الخاصة بالآخر وبما حوله.
إنها مرحلة قد تتحرر مع مرور الوقت من الموروث والمكرس وحتى طبيعة العلائق الاجتماعية، مما ينعكس على طبيعة النص الموجز الملقى أمامنا في اتجاهات شتى، لا يمكن السيطرة عليها ولا يحتاج إلى توصيفات أو تجنيس أدبي يندرج ضمنه، لأنه يكتسب شرعتيه من كثافة تواجده ومن التفاعلات التي تحفز كاتب النص على استمرارية حتى الآن متحررة من سلطة النص المتعارف عليها.
#صحيفة_الثورة