من التهليل للنظام البائد إلى مدافعة حقوقية.. وما بينهما حالة فساد خطيرة

الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
ترتبط قصتنا بواحدة ممن يطلق عليهن في المجتمع “ملائكة الرحمة”.. هذا الاسم يُطلق على كل من يعمل في مهنة التمريض، هذه المهنة الإنسانيّة التي يهبُ الإنسان نفسه خلالها للعناية بالمرضى وتقديم المساعدة الطبيّة لهم، لكن أن تؤخذ هذه المهنة ستاراً للتغطية على أهداف وغايات، وترتبط بملفات فساد معقدة يتم التعامل معها تباعاً.

واحدة من اللواتي شاركن في الاعتصام الذي حصل أمام وزارة الصحة احتجاجاً على منح إجازات مأجورة لعدد من الموظفين الذين لا يداومون، وليس لهم أي صلة بالعمل الإنساني، والذين يتقاضون رواتب شهرية من دون دوام، علماً أن ما حصل ليس فصلاً نهائياً للموظفين إنما “إجازات براتب”، ويمكن اعتباره من ضمن برنامج إعادة الهيكلة.

زملاء (ل. ف) أشاروا في أحاديثهم عن الأساليب الملتوية التي تعتمدها وارتباطاتها المشبوهة التي تتحصن خلفها، ومكانتها في حزب البعث، وعلاقاتها بالقيادات الحزبية، وبالوزارة والأمن، الأمر الذي يجعل الاقتراب منها أو التواصل معها خطاً أحمر. تزوير التقارير

(أ. ط)، أكدت أن (ل. ف) كانت تستغل علاقاتها الحزبية والأمنية بتهديد زميلاتها أو تهديد المسؤول عنها للضغط عليه ومنع عرقلة مخططها في ابتزاز شركات التعقيم.

(عبير. ن) أكدت أن (ل. ف) كانت تستغل علاقاتها بالأمن والحزب للضغط على المسؤولين بالمستشفى وعلى الشركات الخاصة لعدم تقديم شكاوى عن تزويرها لتقارير النظافة والتعقيم التي تضيفها لمى بهدف الحصول على رشاوى مالية كبيرة.

متورطة بالفساد

أحد المسؤولين الإداريين في مستشفى المجتهد، كشف لـ”الثورة”، عن أن (ل. ف)، متورطة بملفات فساد وابتزاز شركات التنظيف والتعقيم (مثل شركة سلطان) في أثناء تسلمها لجنة ضبط العدوى في مستشفى المجتهد، وذلك بالتلاعب بالمسحات بعد التعقيم من أجل الحصول على هدايا، وتوظيف أخيها (م.ف) في إحدى شركات التعقيم بدوام “مريح”، كما كشف (م. أ) موظف في الشؤون المالية بالمستشفى نفسه، أن (ل. ف)، متورطة بملفات سرقة عندما تسلمت لاحقاً رئاسة قسم التمريض، خلال عام 2019، لكن الإدارة السابقة في عهد النظام البائد كانت تتغاضى عنها، بسبب ارتباطاتها الحزبية والأمنية وأن زوجها أحد شبيحة النظام.

التكويع

أحد الموظفين في الوزارة (ل .ع)، على دراية بالموضوع، بيّن أن (ل. ف) تعتمد سياسة التكويع، وهي المعروفة بتمجيد شعار “الأمل بالعمل” الذي أطلقه رأس النظام المخلوع، وتنادي اليوم بشعار “سوريا حرة” وتطالب بفصل الموظفين المنتسبين سابقاً لحزب البعث، علماً أنها نفسها كانت “عضواً عاملاً” في حزب البعث ومستفيدةً من ذلك بزجّ اسمها في كل مؤتمر وكل اجتماع وكل بعثة علمية، كالبعثة إلى الصين قبل سقوط النظام بفترة قصيرة.

إحدى المشاركات في الاعتصام الذي تم أمام وزارة الصحة (م. ع)، قالت بأنها تفاجأت بوجود (ل. ف) بين المعتصمين، علماً أنها كانت من المستفيدين خلال فترة النظام البائد، وأشارت إلى أن معاون وزير الصحة الدكتور حسين الخطيب، استقبل وفداً من المعتصمين في مكتبه واستمع إلى شكواهم، وكانت (ل. ف) ضمن الوفد، وأن معاون الوزير أخبرهم أن يتقدموا بكتاب للوزير في حال الاعتراض على أي أمر “فالوزير يستقبل الجميع” بحسب قوله.

هذه حالة من حالات الفساد التي عانت منها سوريا خلال النظام البائد، وارتبطت هذه الحالات بأشخاص أداروا عمليات النصب والاحتيال بأشكال وصور غطت ممارساتها وارتباطاتها بأساليب ملتوية مستخدمة أدوات متعددة، وهي حالات تتكرر في كل دوائر الدولة، خاصة الصحية منها، فهم أشبه بعصابات يسرقون كل شي ويستغلون مواقعهم وعلاقاتهم وارتباطاتهم في خدمة فسادهم.

آخر الأخبار
أردوغان: ملتزمون بدعم وحدة واستقرار سوريا  الذهب يواصل ارتفاعه محلياً وعالمياً والأونصة تسجل 42.550 مليون ليرة سوريا: مستعدون للتعاون مع "الطاقة الذرية" لمعالجة الملفات العالقة التأمين الصحي.. وعود على الورق ومعاناة على الأرض "تجارة ريف دمشق" تبحث مع شركة تركية توفير الأدوية البيطرية   قرار ينصف المكتتبين على مشاريع الإسكان مراقبون تموينيون جدد .. قريباً إلى الأسواق  جاليتنا في "ميشيغن" تبحث مع نائب أميركي الآثار الإنسانية للعقوبات  "الشيباني والصفدي وباراك" يعلِنون من دمشق خطة شاملة لإنهاء أزمة السويداء 4 آلاف طن  إنتاج القنيطرة من التين خطاب يناقش مع لجنة التحقيق بأحداث السويداء المعوقات والحلول هل تكون "المخدرات" ذريعة جديدة في صراع واشنطن وكراكاس ؟ لجنة لدراسة قطاع الأحذية والمنتجات الجلدية في حلب باحث اقتصادي: التجارة الخارجية  تضاعفت مرة ونصف منذ ثمانية أشهر نقلة من  الاقتصاد الواقعي إلى الالكتروني تعاون مالي سوري - سعودي "قدرات".. مشروع يضيء دروب الباحثين عن فرصة عمل المدارس الخاصة في اللاذقية.. رفاهية تعليمية لِمَن استطاع إليها سبيلاً سوق السيارات المستعملة.. أسعار خيالية والصيانة تلتهم ماتبقى البلاغة السياسية.. كيف اختصر الرئيس الشرع التحديات في خمسين ثانية؟