الثورة – رنا بدري سلوم
لم أستطع أن أغمض عينيّ قبل أن ألبي نداءات الأبجدية التي فتحت قريحتها لرثائكِ يا بنة القوافي السوريات، الإعلاميّة الأديبة هفاف ميهوب اعتدناها أن تكتب كما لو أنها تعقد قرانها مع الأدب ليصطحبها إلى الجمال والكمال ويبعدها عن ضجيج الحياة الاعتياديّة، فتنجب الروايات والقصائد والقصص منها من أبصر النور ومنها ما زال حبيس الأدراج.
قد خاننا الوقت ورحلتِ يا هفاف قبل أن تعقدي صفقةً مع الفرح وترين سوريتكِ التي لطالما حملتها بمقالاتكِ الصحفيّة، كيوسف تلقين قمصان أبجديتكِ لتبصر نوراً، رحلتِ قبل أن تزفكِ فلسطين التي حملتها غصن زيتونٍ في فمّ المعاني، يا بنة السلام والحبّ.
كتبتِ حتى ضاق بكِ الأمل وامتدّ الموت لكي يخنق ربيع روحكِ الطيّبة، ربيع يسكن عينيكِ وها قد خاننا الربيع، واختنقت الأمنيات في حبالِ صوتنا والوقت، سترثيكِ صباحاتي وهيل قهوتنا ودمعتنا يا هفاف في انتظار لقائنا المؤجّل، ولن يبقى لنا منكِ إلا عصمة حبركِ الصّادق الإرث الأعظم الذي حمل قرباناً مقدّساً مخلصاً لضمير الأرض وصرخة الإنسان.. لترقد روحكِ بسلام الآن يا حبيبتي.
#صحيفة_الثورة