الثورة – ناصر منذر
على وقع التصعيد الإسرائيلي بحق سوريا، وهذيان مسؤولي الكيان، بإبقاء قواتهم المحتلة في الجنوب ومنطقة الفصل ومرتفعات الجولان لوقت طويل، تعالت الأصوات الدولية الرافضة لاعتداءات الاحتلال، وإنشائه عدة مواقع في المنطقة العازلة، لما يمثله من انتهاك سافر لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وسط مطالبات حثيثة على ضرورة انسحاب الاحتلال فوراً، واحترام سيادة سوريا وأمنها.
الرفض الدولي قابله تنديد عربي واسع بالاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي السورية، وآخرها على بلدة كويا بريف درعا، ما أسفر عن استشهاد سبعة مواطنين وإصابة آخرين، وقد طالبت الدول العربية مجلس الأمن الدولي للاضطلاع بدوره لوقف تلك الاعتداءات وتفعيل آليات المحاسبة الدولية بحق الكيان، لاسيما وأن مواصلة اعتداءاته تمثل تهديداً للأمن والاستقرار الدوليين.
دمشق رحبت بدورها بالتصريحات الصادرة عن أعضاء المجتمع الدولي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المدينة لاعتداءات القوات الإسرائيلية المتكررة على جنوب سوريا.
وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان لها أن هذه الانتهاكات تشكل خرقاً صارخاً للقانون الدولي واعتداء سافراً على سيادة سوريا، مشيرة إلى أن الذرائع التي استخدمتها إسرائيل سابقا لتبرير هجماتها المتكررة على الأراضي السورية قد تم دحضها بالكامل، إلا أنها تستمر في انتهاكاتها دون أي رادع”، وشددت في الوقت نفسه التزام سوريا الكامل بالدفاع عن سيادتها وأراضيها، داعية المجتمع الدولي إلى الاستمرار في الضغط على إسرائيل للإلتزام بالامتثال لاتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 ووقف الهجمات غير المشروعة على الأراضي السورية.
وفي مجلس الأمن الدولي عبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، عن قلقه إزاء التصريحات الإسرائيلية بشأن نيتها البقاء في سوريا وتجريد الجنوب السوري من السلاح. داعياً مجلس الأمن إلى إلزام إسرائيل بتعهد واضح بأن وجودها مؤقت، مشدداً على ضرورة انسحابها التام واحترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، مؤكداً أن الأمم المتحدة ستواصل الانخراط مع الجانبين لتحقيق هذا الهدف.
كما أعربت مندوبة بريطانيا، باربرا وودوارد، عن قلق بلادها إزاء تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، التي أكد فيها أن وجود إسرائيل في منطقة الفصل ومرتفعات الجولان سيستمر طويلاً، ودعت الكيان الإسرائيلي إلى تقديم جداول زمنية واضحة لانسحابه وفقاً للقانون الدولي.
أما مندوب فرنسا، جيروم بونافو، فقد شدد بدوره على ضرورة انسحاب إسرائيل من منطقة الفصل، واحترامها سيادة سوريا وسلامة أراضيها، فيما أكد نائب مندوب روسيا، دميتري بوليانسكي، أن موسكو تطالب إسرائيل بالانسحاب من منطقة الفصل والمناطق التي سيطرت عليها في سوريا.
كما أدان مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير “أحمد يلدز” بشدة التصعيد العسكري الإســرائيــلي المستمر ضد سوريا، داعياً مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة في مواجهته.
كذلك أدان مندوب الصين، فوتسونغ، الغارات الإسرائيلية على سوريا، مؤكداً ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية دون تأخير. كما أدانت مجموعة (أ3+) التي تضم الجزائر والدول الإفريقية، الاعتداءات الإسرائيلية، محذرة من خطورة تلك الاعتداءات، مؤكدة أنها تفاقم توتير الأوضاع الأمنية في المنطقة.
في المقابل توالت لإدانات العربية لعدوان الاحتلال على بلدة كويا بريف درعا الغربي مطالبة الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي للاضطلاع بدورها لوقفها ومحاسبة الكيان وخاصة أنها تشكل تهديداً للأمن والاستقرار الدوليين.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين قصف قوات الاحتلال الإسرائيلية البلدة، مؤكدة ضرورة اضطلاع الدول الأعضاء بدورهم في مجلس الأمن، والوقوف بشكلٍ جاد وحازم أمام هذه الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في سوريا والمنطقة، وتفعيل آليات المحاسبة الدولية عليها”.
بدورها، أدانت قطر بأشد العبارات قصف الاحتلال كويا، مؤكدة أنه يشكل تصعيداً خطيراً وانتهاكاً سافراً للقانون الدولي، داعية المجتمع الدولي الضغط على الاحتلال للامتثال لقرارات الشرعية الدولية.
كما أدانت الكويت وبشدة العدوان وجددت موقفها الداعي إلى ضرورة احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، وشددت على أهمية اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته في حفظ الاستقرار والأمن الدوليين ووضع حد للانتهاكات الممنهجة والسافرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.
كما أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، عن إدانته واستنكاره الشديدين للعدوان وقال: “إن هذا العدوان من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي يأتي استمراراً لنهجها العدواني في زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وكانت وزارة الخارجية الأردنية قد أدانت أمس بأشد العبارات توغل قوات الاحتلال وقصفها بلدة كويا، معتبرة ذلك خرقاً فاضحاً للقانون الدولي، وانتهاكاً صارخاً لسيادة ووحدة سوريا، وتصعيداً خطيراً لن يسهم إلا بمزيد من الصراع والتوتر في المنطقة.