الطّفل وسيم يصنع الجَمالَ

الثورة – قصة هلال عون

كان الفصل ربيعاً، عندما قرر أبو “وسيم” الذهاب لرؤية والديه في القرية، من دمشق انطلق إلى قريته، ومعه زوجته وابنه وسيم البالغ من العمر أربع سنوات، بعد ساعة من السفر بالسيارة وصلوا إلى القرية.. كانت فرحة الوالد والوالدة بزيارة ابنهما كبيرة، لكن فرحتهما بالحفيد وسيم كانت أكبر.

أحبّ وسيم جدّه وجدّته، وأحب حكاياتهما عن الأرض والزراعة والأشجار المثمرة ومواسم العنب والتين والتفاح.. طلبت منه جدّته أن يأتي مع أبيه وأمه في فصل الصيف كي يقطف بيديه أجمل عناقيد العنب الأحمر والأصفر، والتين الأخضر والبنفسجي الغامق.. فرح وسيم كثيراً بجدته وتعلّق بها، خاصة أنّ فيض حنانها ومحبّتها كان طاغياً، فقد غمرت حفيدها بجوٍّ من العاطفة الدافئة، فشعر الصغير بالدفء والسعادة والاطمئنان.

كان وسيم سعيداً جداً، وهو يركض في دار جدِّه الواسعة المزروعة بعدد من صنوف الأشجار المثمرة التي بدأ الزهر يكسوها بألوان زاهية، وكان يحاول أن يقفز في الجو أو يطير ليقطف برعماً جميلاً أو ليلتقط فراشة مزركشة تنتقل من شجرة إلى أخرى، وكان والداه وجداه يراقبونه بفرح.

سألت الجدّةُ ابنَها: إنّ بيتك في دمشق أرضيّ، وفيه حديقة مساحتها نحو مئة متر؟.

قال ابنها: نعم يا أمي، صحيح، سألت الأم: بأي نوع من الأشجار زرعتها؟!.

فأجاب بخجل: لم أزرع بها شيئاً بسبب ضغط العمل، ليس لدي وقت يا أمي، انزعجت الأم من كلامه، ونادت حفيدها وسيم الذي جاء مسرعاً، وألقى بنفسه بين ذراعيها، فقالت له: هل أحببت ألوان الزهر والفراشات؟، أجاب: أحببتهم كثيراً، فقالت له: عندما يزرع والدك حديقة منزلكم في دمشق بالأشجار فإنها ستزهر، وستأتي الفراشات إليها، وستفرح وتلعب معها، وستأكل من ثمار الشجر الطيب.

قضى أبو زياد عطلة نهاية الأسبوع عند والديه في القرية ثم عاد مع زوجته وولده الصغير إلى منزله في دمشق، وما إن وصلوا إلى البيت حتى بدأ الطفل يطلب من أبيه زراعة الحديقة بالشجر المثمر.

وعده والده بزراعتها في اليوم التالي، وهو يقول في نفسه: ليس لدي الوقت لذلك، غداً سينسى الموضوع.

وعندما عاد الأب من عمله في اليوم التالي، ولم يكن يحمل غراس الشجر المثمر، انطلق زمور الخطر من الطفل وسيم، وبدأ بالبكاء، وذهب إلى حضن والدته، رافضاً النظر في وجه أبيه، ولم يستفد الوالد من تقديم الإغراءات بعرض “الشوكولا والشيبس” عليه، فما كان منه إلاّ أن ذهب إلى مشتل في وسط دمشق وعاد ومعه عشر غرسات كبيرة من الليمون والبرتقال والرمان والخوخ، وقد بدأت براعمها بالتفتُّح، ثم بدأ بزراعتها في حديقة المنزل وسط فرح لا مثيل له لدى الطفل وسيم، الذي عبّر عنه بتحفّز شديد، وبالتدخّل بكل شارة وواردة، وكأنه يريد أن يعمل نيابة عن والده كي لا يتعبه، وكتعبير عن الامتنان له.

لم يمر أكثر من أسبوع على زراعة الغراس حتى بدأت براعمها تزهر بألوان زاهية، تُبهج النفس، عندما رأى الطفل ذلك الجمال تذكّر جدته، وطلب من أبيه أن يذهب إلى القرية لتأتي وتشاهد أشجاره الجديدة.

آخر الأخبار
وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة الهوية البصرية الجديدة لسورية من ساحة سعد الله الجابري بحلب وزير الإعلام: الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين خلال احتفالية إشهار الهوية البصرية الجديدة..  الرئيس الشرع : تعبر عن سوريا الواحدة الموحدة التي لا ت... رئيس اتحاد العمال: استعادة الدور النقابي المحوري محلياً وعربياً ودولياً تطوير البنية التحتية الرقمية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي تمثال الشهداء..  من ساحة سعد الله إلى جدل المنصّات.. ماذا جرى؟  الفرق النسائية الجوالة .. دور حيوي في رفع الوعي الصحي داخل المخيمات إجراءات لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي في بلدة حلا مفاعيل قرار إيقاف استيراد السيارات المستعملة على سوق البيع باللاذقية  الاستثمار في الشركات الناشئة بشروط جاذبة للمستثمر المحلي والدولي  سوريا.. هوية جديدة تعكس قيمها وغناها التاريخي والحضاري الهوية البصرية للدولة.. وجه الوطن الذي نراه ونحسّه  تطبيق "شام كاش" يحذر مستخدميه من الشائعات تأهيل مدرسة "يحيى الغنطاوي" في حي بابا عمرو أهال من جبلة لـ"الثورة": افتتاح المجمع الحكومي عودة مبشرة لشريان الخدمات فتح باب الاكتتاب على مقاسم جديدة في حسياء الصناعية