الثورة – مريم إبراهيم:
كثيرة هي الآراء والتساؤلات التي تطرح وتثار حول التشكيلة الوزارية الجديدة، والمزيد من التحديات التي تواجهها في ظل الظروف الحالية، إلا أن الآمال كبيرة أن تُحدث هذه الحكومة نقلة نوعية وتغيرات أفضل في واقع العمل الميداني وتحقق طموحات وتطلعات المواطن السوري لواقع اقتصادي ومعيشي أفضل، وتطوير في جوانب قطاعات العمل كافة وفق رؤى وتوجهات طموحة للغاية.
– آمال وتحديات:
الخبير الاقتصادي ورئيس مجلس النهضة السوري عامر ديب بيَّن في لقاء لـ”الثورة” أن آمالاً كبيرة يعلقها السوريون اليوم على الحكومة الجديدة لتلبية طموحاتهم نحو واقع متطور ومزدهر في جميع القطاعات،
إذ تواجه الحكومة إرثاً ثقيلاً من الحكومة السابقة وهو إرث يجعل طريقها مليئاً بالصعوبات والتحديات وعلى جميع القطاعات، فمن البطالة وتراجع الثقة بالقطاع المصرفي وانعدامه، وصولاً الى الاستثمار الذي أوصلته الحكومة السابقة لفقدان الثقة، ذلك كله يقع على عاتق الحكومة الحالية لتعمل عليها، ولو قامت السلطة بالشراكة مع قسد حسب الاتفاقية لكانت آثاره الاقتصادية أفضل بكثير .
– قطاعات تنموية:
وأوضح ديب أن أهم قطاع النقل والنفط والطاقة، وهناك الاقتصاد والصناعة كقطاع اقتصادي تنموي، فالوزير نضال الشعار يواجه تحديات في رسم رؤية اقتصادية في الاقتصاد والعمل على تنفيذها، ويمكن العمل من خلال الاقتصاد على دعم مدخلات الإنتاج والأعضاء المستوردة وتفعيل القطاع البنكي في تقديم تسهيلات للصناعيين ليستطيعوا المنافسة مع اقتصاد السوق الحر، وأنا مع الاستيراد ولست مع إيقاف الاستيراد أو فرض جمارك عالية على المستورد، ولكن بالوقت نفسه مع عدالة السوق في دعم المنتج المحلي، لأن الصناعة الوطنية في السابق كانت ترزح تحت الاحتكار بحجة حماية المنتج المحلي، ولذلك كان يمنع استيراد ٩٠ بالمائة من المواد، وهذا أدى لنسب تضخم وعدم جدوى صناعية، وتراخي الصناعي بعقليته عن المنافسة والعمل وزيادة الإنتاج.
– جذب استثمارات:
وأشار ديب إلى أن اقتصاد السوق الحر سيؤدي لزيادة الإنتاج وبالتالي دخول المنتج المحلي في منافسة، ويجب تأهيل الصناعة من جديد وتقديم تسهيلات، واقترح على الوزير العمل على تشجيع صناعة السيارات وتجميعها بما يتناسب مع المعطيات السورية من دعم وتخفيض جمركي واستيراد، فقطاع النقل اليوم يعد ركيزة أساسية في النمو الاقتصادي والقطاع الخدمي، ووزير النقل لديه رؤية من خلال تعميق أساليب النقل الحديثة والمترو وإرساء شبكة مواصلات، واليوم لايمكن إغفال النقل الأخضر وأهميته في جذب الاستثمارات وعمليات النمو وتطوير الواقع الخدمي من خلال الباصات الكهربائية ووسائل النقل العام على الكهرباء، ونحتاج للتشاركية في ذلك، فقطاع النقل اليوم هام، ونأمل من الوزير أن يوجه بعدم ترسيم السيارات مادون ٢٠١٤ لاهترائها واستهلاكها ومايترتب عليها من عبء على خزينة الدولة، والتحول للنقل الأخضر مهم مع إنشاء شبكة مواصلات، وأهمية السلامة المرورية وتأهيل الطرقات التي لم تؤهل منذ العام ٢٠٠٩، وتراجعت في مستواها الخدمي.
– جدوى الخدمات:
ولفت ديب لأهمية تفعيل تشاركية القطاع الخاص وتطوير الفحص الفني للسيارات ليكون فحصاً فنياً وشاملاً من حيث حالتها الفنية وبياناتها، وعدم استيراد السيارات إلا بإبراز بيانات أمنية وحالة فنية مصدقة من قبل الجهات المعنية، واتخاذ العقوبات اللازمة بحق المخالفين للتعليمات. وأكد ديب أن اليوم يجب العمل سوية على موضوع التوريدات والمشتقات النفطية، فاليوم اتفاق الوحدة الوطنية هام جدا في فتح أطر التعاون مع شرق الفرات، مع تفعيل دور القطاع الخاص واشراكه في العمل ومن يقدم خدمات أفضل للمواطن يستمر ومن لايقدم يخرج من السوق، فلا نريد خدمات عادية بل خدمات ذات جدوى بعيدة عن الاحتكار وعن أي عقبات تعيق الاستثمار .