الثورة – ناديا سعود:
برعاية الجمعية الطبية السورية الألمانية SIGMA، انطلقت حملة (نبضنا واحد) كأحد أبرز التحركات الطبية لدعم سوريا، بمشاركة نخبة من الأطباء السوريين العاملين في ألمانيا، الدكتور إبراهيم خطيب، اختصاصي الجراحة الوعائية ورئيس قسم جراحة الأوعية في أحد مستشفيات ألمانيا، تحدث في تصريح خاص لـ(الثورة) عن هذه المبادرة: (في 8 كانون الأول 2024، ومن رحم نصر جديد، وُلدت روح جديدة تمثّلت بحملة نبضنا واحد، التي جمعت جهود عشرات الأطباء السوريين من مختلف التخصصات في وقت قياسي، معظمهم رؤساء أقسام واستشاريين في كبرى المستشفيات الألمانية، بهدف دعم زملائنا في سوريا، وتقديم أفضل رعاية ممكنة لشعبنا، (هدف وطني الحملة تضم طاقماً متكاملاً من الأطباء في معظم الاختصاصات: جراحة قلب، جراحة عامة، جراحة عظمية، وعائية، أذن أنف حنجرة، عينية، داخلية قلبية، كلوية، صدرية، نسائية، وأشعة تداخلية، وغيرها. وقد تم توزيع الوفود على عدة مناطق داخل سوريا تشمل دمشق، حمص، حلب، إدلب، اللاذقية، درعا، منبج، وسلقين، مع هدف مستقبلي لتغطية كامل الجغرافيا السورية. رؤية طويلة الأمد أوضح الدكتور خطيب أن (SIGMA) تعمل وفق رؤية شاملة مقسّمة إلى خطط عاجلة، متوسطة وطويلة المدى، تهدف إلى ترميم البنية التحتية الطبية، تطوير الكوادر المحلية، والمساهمة في إعادة بناء النظام الصحي في سوريا. وقال: (نحن أبناء هذا البلد، درسنا وتخرّجنا فيه، واليوم نعود لنخدمه من موقعنا في المهجر، هدفنا ليس فقط إجراء العمليات الجراحية النوعية، بل أيضاً إحداث نقلة نوعية في التعليم الطبي الأكاديمي، (ورشات تدريب) أحد محاور الحملة هو الجانب الأكاديمي، وقد أُقيمت ورشات عمل باستخدام مجسّمات تدريبية متطورة لمحاكاة الجراحة التنظيرية وغيرها من التقنيات الحديثة، كما شارك الأطباء في إعطاء محاضرات علمية في الجامعات السورية، منها الأسبوع الأكاديمي في حلب، وسيقدّم الدكتور خطيب محاضرة تخصصية في مجاله، ساهم بعض الأطباء بإحضار تجهيزات ومستلزمات طبية متطورة بمئات الآلاف، ستستخدم في علاج حالات لا تتوافر لها الإمكانيات في سوريا، كما تم تدريب الكوادر المحلية على استخدامها بطريقة عملية ونظرية. التعليم عن بُعد، تسعى (SIGMA) أيضاً إلى بناء منصة تعليمية عن بُعد تغطي التخصصات التي لا تتطلب وجوداً فيزيائياً، مثل الطب النفسي، طب الأطفال، وطب الشيخوخة، بهدف تأهيل الكوادر السورية ورفع مستواهم الأكاديمي.
تعاون واسع
تمكنت الجمعية من جذب 200 طبيب خلال 48 ساعة فقط من فتح باب التسجيل، في خطوة أولى نحو هدفها بضم أكثر من 1000 طبيب، ويُقدَّر عدد الأطباء السوريين في ألمانيا بنحو 10 إلى 15 ألف طبيب، وهي أكبر جالية طبية سورية خارج الوطن، الحملة تعمل بالتنسيق مع حملة (الشفاء)، التي تضم تجمعاً من عدة جمعيات طبية سورية في ألمانيا، وقد بلغ عدد الأطباء المشاركين في الحملتين نحو 180 طبيباً، ما يعكس حجم العمل الجماعي والتنسيق العالي بين الأطراف المختلفة.
واختتم الدكتور خطيب حديثه بالتأكيد على أن SIGMA تؤمن بالعمل الجماعي، الشفافية، التعددية، والديمقراطية، كما أن الحملة تحمل شعار (زملاؤنا بعيوننا وشعبنا بقلبنا) وتطمح لأن تكون جزءاً من المشروع الوطني السوري القادم، مشيراً إلى أنّ التنسيق مستمر مع منظمات سورية وأوروبية ودولية، بهدف إيصال الدعم الطبي إلى كل محتاج، وبناء نظام صحي يليق بالشعب السوري.