لماذا وجدت الحدائق في مخططات المدن والضواحي السكنية، وغابت عن أرض الواقع؟… سؤال يتردد على ألسنة الجميع بما آلت إليه أَوضاع تلك المساحات المهملة، والتي وجدت لمدلول هادف ونبيل، وهو تنفس سكان الأحياء فيها في أوقات فراغهم ومناسباتهم- أحياناً- وتعطي صورة حضارية تسهم في تلطيف أجواء المدن وتضفي عليها حللاً جميلة في حياة البيئة والصحة العامة.
تلك المساحات من الحدائق والتي صرفت مبالغ كبيرة في عملية إنشائها، أضحت ترسم لوحة مشوهة مؤذية في مدن جميلة نريدها أن تكون الأجمل، وأصبحت تشبه الأماكن المهجورة وتراكمت فيها الأوساخ والحجارة والأعشاب الضارة وكل ما لا يخطر على بال أحد مشاهدته، مساحات شاغرة مهملة شوّهت المنظر الجمالي، من دون الحديث عن المرافق الترفيهية التي تبقى غائبة كما يطمح له قاطنو المناطق.
هل من المعقول أن نشاهد لسنوات طويلة مساحات كبيرة من الأراضي المهجورة المهملة التي تمثل منظراً غير مستحب في أهم شرايين المدن والضواحي، أراضٍ مهملة ليس فيها غير التراب والحجارة والشجيرات البرية ترسم لوحة مشوهة مؤذية في مدن جميلة نريدها أن تكون الأجمل.
أصبح من الأمر العاجل على الجهات المعنية المسؤولة إنهاء تلك المناظر والمشاهدات غير المرضية، والبدء بتنظيم وإزالة الأنقاض والمخلفات وغيرها، وزراعتها بالأشجار بمختلف أنواعها، وبمساحة كبيرة بالعشب ليتحول المكان إلى مساحة خضراء تمثل متنفساً للقاطنين والزوار، ولا ننسى أهمية توعية المواطنين بأهمية المحافظة على تلك المساحات، ونسعى جاهدين للحفاظ عليها.