الثورة – ترجمة هبه علي:
في حين يظل الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا في دائرة الضوء، فإن الرئيس فلاديمير بوتين يضع بهدوء الأساس لصراع محتمل مع حلف شمال الأطلسي، كما تشير التقارير.
وتعمل روسيا على توسيع وجودها العسكري على طول أجزاء من حدودها مع الغرب، كما تعمل على زيادة إنفاقها العسكري بوتيرة قياسية، وتكثف عملياتها السرية ضد الغرب.
وقال الأدميرال الهولندي روب باور، رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، في بروكسل في كانون الثاني الماضي، إن الحلف يجب أن “يتوقع ما هو غير متوقع” وأن يستعد للهجوم الروسي.
وفي الوقت نفسه، حذَّر مسؤولون استخباراتيون وعسكريون في الأسابيع الأخيرة من أن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي يجب أن تكون مستعدة لصراع محتمل مع روسيا.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الاثنين أن روسيا تعمل على توسيع وجودها العسكري على طول حدودها مع فنلندا والنرويج استعداداً لمواجهة محتملة مع التحالف العسكري.
يخطط الكرملين لإنشاء مقر جديد للجيش في مدينة بيتروزافودسك الروسية، على بعد حوالي 160 كيلومتراً شرق الحدود الفنلندية، والذي سيشرف على عشرات الآلاف من الجنود على مدى السنوات القليلة القادمة.
وسيتم نشر العديد من هذه القوات في المنطقة بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا.
وفي الوقت نفسه، تعمل روسيا على تكثيف التجنيد العسكري وتسريع إنتاج الأسلحة.
وقال خبراء عسكريون روس للصحيفة إن الحشد العسكري على طول الحدود الفنلندية هو على الأرجح جزء من استعدادات أوسع نطاقاً للرئيس فلاديمير بوتين لصراع محتمل مع حلف شمال الأطلسي.
قال رسلان بوخوف، مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات، وهو مركز أبحاث دفاعي مقره موسكو: “عندما تعود القوات من أوكرانيا، ستنظر عبر الحدود إلى دولة تعتبرها خصماُ”. وأضاف: “منطق العقد الماضي يظهر أننا نتوقع صراعاً مع حلف الناتو”.
هناك مؤشرات على أن روسيا بدأت تمنع نشر المعدات التي أنتجتها مؤخراً في أوكرانيا، وأنها بدلاً من ذلك تعيد توزيع بعض أفرادها على مناطق أخرى، بما في ذلك دول البلطيق ودول الشمال الأوروبي، وفقاً لما قاله إدوارد أرنولد، زميل بارز في معهد الخدمات الملكية المتحدة (RUSI)، لمجلة نيوزويك.
مع ذلك، قال أرنولد: ” إن هذا النشاط أبعد ما يكون عن التصعيد. فالعديد من الوحدات المتمركزة عادة في الشمال أصبحت غير فعالة قتالياً أثناء القتال في أوكرانيا، لذا فإن هذا النشاط الروسي يعيد التوازن ويعيد تمويل القوات المفقودة.
وهذا يشير إلى أن روسيا بدأت بالفعل في النظر إلى ما وراء أوكرانيا”.
– تحذيرات استخباراتية ألمانية وليتوانية ودانماركية:
دقت أجهزة الاستخبارات الألمانية ناقوس الخطر من أن طموحات روسيا تتجاوز أوكرانيا.
وحذَُر تقرير صادر عن جهاز الاستخبارات الفيدرالي الألماني (BND) في آذار من أن بوتين يجهز لصراع مع حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وبحسب تقييم جهاز المخابرات الألماني، فإن روسيا قد تكون مستعدة تماما لـ”حرب تقليدية واسعة النطاق” بحلول عام 2030.
وجاء في التقرير أن “روسيا ترى نفسها في صراع منهجي مع الغرب وهي مستعدة لتنفيذ أهدافها الإمبريالية من خلال القوة العسكرية، حتى خارج أوكرانيا”.
في هذه الأثناء، قدر جهاز الاستخبارات الليتواني أن موسكو قد لا تكون مستعدة بعد لشن هجوم واسع النطاق على التحالف، ولكنها قد تحاول “اختبار حلف شمال الأطلسي” من خلال عملية عسكرية محدودة ضد دولة أو أكثر من الدول الأعضاء لقياس مدى جدية الحلف في الوفاء بالتزاماته الدفاعية الجماعية.
إن أي هجوم من جانب روسيا على أي عضو في حلف شمال الأطلسي من شأنه أن يؤدي إلى تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الحلف، والتي تنص على أن أي هجوم على دولة عضو واحدة سوف يقابل برد جماعي.
كما حذَّر جهاز الاستخبارات الدفاعية الدنماركي (DDIS) في شباط من أن روسيا قد تكون مستعدة لشن “حرب واسعة النطاق” في أوروبا خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأضاف أنه “لا يوجد حالياً أي تهديد بهجوم عسكري منتظم على المملكة”، إلا أنه من المرجح أن “يتزايد التهديد العسكري الروسي خلال السنوات المقبلة”.
يتزايد الإنفاق العسكري الروسي بوتيرة قياسية، ومن المتوقع أن يصل إلى نحو 120 مليار يورو عام 2025، أي أكثر من 6% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. هذا مقارنة بنسبة 3.6% قبل الحرب.
ومن المقرر أيضاً أن يتوسع الجيش الروسي إلى 1.5 مليون جندي، في حين من المتوقع أن ينمو حجم الأسلحة والمعدات المتمركزة على طول حدود حلف شمال الأطلسي بنسبة 30-50 في المائة، وفقاً لنسخة روسيا من صحيفة بيلد.
وبحسب تقرير التوازن العسكري الذي أصدره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في شباط الماضي، فإن الإنفاق العسكري الروسي تجاوز أوروبا.
