الثورة – ناصر منذر:
تصعد قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية بحق أهالي قطاع غزة المنكوب، حيث استشهد العشرات اليوم جراء قصف الاحتلال منازل المواطنين الفلسطينيين وخيام النازحين في مدينة خان يونس وأحياء سكنية في مدينة غزة، وذلك وسط إصرار حكومة الاحتلال على توسيع رقعة العدوان في القطاع، فيما أعربت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز عن حسرتها تجاه المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع بسبب سياسات التجويع الإسرائيلية، قائلة “جوعكم عار علينا”.
– قصف منازل وخيام نازحين:
وعلى وقع الغارات الإسرائيلية المتواصلة، أفادت وكالة وفا الفلسطينية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلاً في مخيم خان يونس ما أدى لاستشهاد 11 مواطناً، فيما وصل شهيد آخر إلى مجمع ناصر الطبي جراء استهداف خيمة في شارع المجمع في المخيم.
كما استشهد فلسطيني وأصيب آخرون في قصف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المحطة بمدينة خان يونس، إضافة إلى استشهاد طفل (4 شهور) جراء قصف استهدف خيمة للنازحين في منطقة أصداء شمالاً، وفق الوكالة، التي أشارت أيضاً إلى أن طائرة مسيرة للاحتلال استهدفت منزلاً آخر بمدينة خان يونس، ما أدى إلى استشهاد امرأة حامل، كما أُصيب رجل آخر.
وبحسب الوكالة ذاتها، ارتفع عدد الشهداء في استهداف منزل في منطقة البطن السمين، إلى 4 شهداء، في حين لاتزال طواقم الإسعاف تواصل عمليات البحث تحت الأنقاض.
وفي رفح، انتشلت طواقم الإسعاف والإنقاذ جثمان شهيد مُتحلل على شاطئ بحر مدينة رفح.
يأتي ذلك في وقت استهدفت فيه طائرة مسيرة للاحتلال مجموعة من الفلسطينيين في حي الدرج بمدينة غزة ما أدى لاستشهاد أربعة مواطنين، وإصابة آخرين.
كما شنت طائرة مسيرة أخرى غارة على محيط مدرسة الأرقم بمنطقة الشعف في حي التفاح.
وأشارت الوكالة، إلى أن عدداً من الإصابات وصلت لمستشفى العودة جراء إطلاق قنبلة من طائرة مسيرة نوع “كواد كابتر” قرب مدينة الأسرى على شارع الرشيد شمال النصيرات.
فيما أصيب عدد من الفلسطينيين في قصف استهدف مخيم الرحمة قرب المسلخ التركي جنوب غرب خان يونس، كما استشهد فلسطيني آخر إثر قصف الاحتلال قيزان أبو رشوان جنوباً.
وأفادت الوكالة، نقلاً عن مصادر محلية، بأن فرق الدفاع المدني والإنقاذ انتشلت عشرة شهداء ارتقوا إثر قصف طائرات الاحتلال الحربية منزلاً في شارع نظير بحي الشجاعية في غزة.
– ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 52495:
هذا وقد ارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 52495 شهيداً، و118366 مصاباُ، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأفادت مصادر طبية، بأن من بين الحصيلة 2396 شهيداً، و6325 إصابة، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
وبحسب الوكالة، وصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، 77 شهيداً، بينهم 7 شهداء تم انتشالهم، و275 إصابة، ومايزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض والركام، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
من جانبها، نقلت وكالة رويترز، عن وسائل إعلام إسرائيلية قولها مساء أمس، إن مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني وافق على خطط لتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، ما يزيد من الدلائل على أن محاولات وقف القتال وإعادة الرهائن الذين تحتجزهم حماس لم تحرز أي تقدم.
وجاء هذا القرار بعد تصريحات من كل من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ورئيس هيئة أركان الجيش إيال زامير هذا الأسبوع، أشارا فيها إلى أن إسرائيل تعتزم تكثيف العدوان على غزة.
– سياسات التجويع:
وإزاء ما يتعرض له الفلسطينيون في القطاع من حرب تجويع أخرى، أعربت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز عن حسرتها تجاه المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة بسبب سياسات التجويع الإسرائيلية، قائلة “جوعكم عار علينا”.
جاء ذلك في منشور لها عبر منصة “إكس” بالتزامن مع مرور 60 يوماً على قرار إسرائيل غلق كافة معابر القطاع الفلسطيني ووقف دخول الإمدادات والمساعدات الغذائية، مستخدمة الغذاء كأحد أسلحة حرب الإبادة التي تشنها ضد غزة.
وتساءلت ألبانيز: “لماذا: بعد 19 شهراً من عنف الإبادة، و60 يوماً دون دخول حبة أرز واحدة إلى غزة، يُعرض الفلسطينيون على العالم وهم يتدافعون من أجل الحصول على الطعام كما لو أنهم يلهثون لالتقاط أنفاسهم”.
وعبَّرت عن ألمها تجاه حال الفلسطينيين في غزة بكلمات شديدة القسوة، مضيفة: أهل غزة ينتزعون الغذاء من أرض قذرة، ويتعرضون للأذى وهم يبحثون عن فجوة في أجسادهم لتجميع حفنة من الفراغ (في إشارة لصعوبة عملية جمع أو حمل الغذاء غير المتوفر).
وتابعت مخاطبة الفلسطينيين: “يا أهل غزة.. يا فلسطينيين.. جوعكم اليوم عار علينا”.
ونددت المقررة الأممية بالصمت والعجز الدوليين تجاه مأساة الفلسطينيين في غزة. وأردفت بالقول: “لا ينبغي أن نسمح بمعاناتكم إذا كنا غير مبالين، أو كسالى، أو أنانيين، أو فاسدين، لدرجة تمنعنا من إيقافها فوراً”.
ومنذ 2 من آذار/ مارس الماضي، أغلق الاحتلال معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية هناك.