بين أمنيات النفس ومساحة الجيوب شبه الفارغة تتأرجح القدرة الشرائية على أوتار الحالة المعاشية ما بين حبال الضيق والحاجة، لعلّها تخترق جدار الضرورة الملحة، تعلل نفسها بالآمال والطموحات الممكن ترجمتها قولاً وفعلاً بعد صحوة من كابوس الحصار والفساد واللعب بقوت المواطن لسنوات طوال.
فالقدرة الشرائية التي تراجعت عند السواد الأعظم من الشعب، لم تعد لها قابلية الاستيعاب والاستمرار، بعدما أخذ فعل التقتير وعصر الجيوب- قسراً- ماء الوجه، أمام قلة الحيلة والخيارات، ما أوصل الكثيرون إلى درجة كبيرة تحت مؤشرات خط الفقر.
وبالتالي من هنا ندرك أهمية رفع أثقال الضغط عن صدر السوريين، مع تتبع وملاحقة أخبار رفع العقوبات بالتدريج عن كاهل الوطن والمواطن، فتنفرج أسارير الناس بنكهة السعادة، حين يدركون أن إزاحة الستار عن ضيق جيوبهم تنعكس إيجاباً على النفوس والأمعاء الخاوية لدى العديد من الأسر.
فالعقوبات الاقتصادية والحصار الهالك لكل شيء، نتيجة ظروف الحرب خلقت سلسلة من العقد النفسية والاجتماعية معاً، فانكفأ الواجب تجاه الأسرة والأهل وصلة الرحم والأقرباء والأصدقاء، إذ لم يعد “الكرم سيد الأفعال” كما يقال، للقيام بالواجب مثلما كان وقت الوفرة والبحبوحة، ولم يكن يُحرج أحد، أو أي شخص من أبناء المجتمع إذا ما أراد التواصل والقيام بزيارة لأداء واجب، يذهب وملء يديه مكتنزة بما يفرح نفوس من هم مقصده.